رضا دوست فاكهة تقود إلى بلاد فارس

٥٧ مشاهدة
ربما كان رسم الأجساد التي هدها التعب والوجوه المنهكة والمشاهد الملتقطة من الحياة اليومية أكثر ما ظل يميز أسلوب الفنان الإيراني المقيم في كندا رضا دوست 1974 طوال مسيرته الفنية التي تمتد منذ منتصف التسعينيات لكننا نراه يحيد عن ذلك قليلا هذه المرة ليلتفت نحو الطبيعة الصامتة في معرضه أبقها طازجة الطبيعة والحنين الذي افتتح في منصة الفن المعاصر بالكويت العاصمة في العاشر من الشهر الجاري ويتواصل حتى العاشر من تموز يوليو المقبل يستحضر التشكيلي الفواكه في لوحاته ويعبر من خلالها نحو تراث بلاده الفني بهذا تصبح حبات الرمان وثمار التفاح والليمون والزيتون إشارات حية رغم وضعياتها الصامتة تنقل لنا الخلفيات التشكيلية التي استمد منها دوست تصوراته وأثرت في أعماله لوحات مشغولة بأسلوب حداثي لكنها تذكر أيضا بإرث المنمنمات وفي تقديمه للمعرض نجده يكتب لسنوات كنت أسافر دائما مع بعض رسوماتي ومقتطفات من الصور وبعض مكعبات السكر هذه العناصر بمثابة الأساس لعملي وبينما كنت أحتسي الشاي المر مع مكعب سكر يذوب في فمي أحدق في هذه القطع المجمعة والمأخوذة من أعمال أساتذة الفرس القدامى وأتأمل تفسيراتهم لأحداث الحياة عبر أزمنة وأماكن مختلفة تكرس مفهوم الطبيعة الصامتة Still life الغربي حتى في الأكاديميات العربية والإسلامية وذلك بفعل الكثير من المفاهيم المركزية التي هيمنت طويلا على حركة التشكيل لكننا مع لوحة رضا دوست نعود لنلامس وجهه الطازج بعيدا عن الاحتكارات الغربية فهذه هي عناصر الطبيعة مبثوثة في كل أنحاء الكوكب ولا مجال لتلزيمها لجهة من الجهات ومن هنا يعطف التشكيلي الحنين على الطبيعة مستعيدا إرث أساتذته الفرس عبر التاريخ الذين طالما صوروا الطبيعة بأشكال وأساليب لا حصر لها في منمنماتهم أما من حيث المستوى اللوني فلا تبدو اللوحة في الطبيعة والحنين محصورة بما هو ماثل أمام العين من ألوان رئيسية وإن كانت تميل أكثر صوب التدرجات الغامقة كما يحف الأسود ذو الخطوط الكثيفة بمحيط الفاكهة المصورة ممتدا إلى إطار اللوحة من ناحية أخرى فإننا نعاين أيضا الأخضر والأصفر والأحمر في حوارية واحدة لا تنعزل فيها الألوان وكان قد تلا افتتاح المتحف بيومين عرض حي موسيقي تشكيلي بعنوان صرخة الملائكة جمع كلا من التشكيلي الإيراني الذي رسم لوحته أمام الجمهور بمواطنه عازف الناي آرشان رحيمي عبرا من خلاله عن قدرة الفنون على مواجهة التوحش الإنساني الطاغي على الكوكب ولد رضا دوست في أصفهان عام 1974 وتدرج في دراسته الفن التشكيلي حتى حاز الدكتوراه من جامعة طهران وهو يقيم اليوم في كندا وتوزعت أغلبية المعارض الفردية التي قدمها أكثر من 15 معرضا بين مدن أصفهان والكويت العاصمة والدوحة والمنامة إضافة إلى فانكوفر

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح