على رصيف الضواحي الفرنسية الفقر الذي يتنفس غضبا
43 مشاهدة
قبل شروق الشمس، يغادر كريم شقته الصغيرة في حي سان دوني، شمال باريس، يتسلّل بين الأزقة الرمادية نحو محطة المترو، يتقاسم الممر مع عمال النظافة ومقدّمي الوجبات السريعة، قبل أن يختفي بين عربات القطار المكتظة. يقول لزميله مبتسما: أحيانا أشعر بأني أعيش في المترو أكثر من بيتي. كريم واحد من آلاف الوجوه التي تختصر فرنسا الأخرى، فرنسا بونليو أو الضواحي، وبلغة الساسة الأحياء ذات الأولوية، حيث يتعايش الأمل مع الغضب، والكدح مع الشعور بالخذلان.
الضواحي دول مصغرة
الأحياء المعروفة بالضواحي لم تعد مجرّد أحياء سكنية، بل تحوّلت إلى ما يشبه جمهوريات داخل الجمهورية. فيها تتعايش مشكلات الاقتصاد والسكن والتعليم والصحة، في تواز مع عزلة اجتماعية عميقة، إذ أشار التقرير السنوي للمرصد الوطني للسياسة الحضرية الفرنسي (هيئة حكومية فرنسية تتابع أوضاع أحياء الضواحي وتحليل السياسات الاجتماعية والاقتصادية الخاصة بها)، المنجز ما بين 2015 و2023 والمنشور في يونيو/حزيران 2025، إلى أن الأحياء التي تُسمى ذات الأولوية في إطار السياسات الحضرية بؤرة للصعوبات الاجتماعية، لا سيما في ما يتعلق بالتوظيف. وأشار التقرير إلى أن معدل البطالة في هذه الأحياء بلغ 18.3% مقابل 7.5% في أحياء المدن الأخرى، وبالتالي، فإن معدل البطالة أعلى بمقدار 2.4 مرة في الأحياء المحرومة. وأوضح تقرير المرصد أن العمال الشباب الذين تقل أعمارهم عن 30 عاما يتأثرون بشكل خاص، حيث يقترب معدل بطالتهم من 26%، بينما يبلغ 13.5% في الأحياء الأخرى. وعزا التقرير ارتفاع معدل البطالة في الأحياء ذات الأولوية بشكل خاص لكون السكان غالبا ما يكونون أقل تعليما وأصغر سنا من غيرهم. وحتى مع تكافؤ التحصيل التعليمي، يواجه سكان هذه المناطق صعوبة أكبر في العثور على عمل، إذ تشير الأرقام إلى أن 25% من غير حاملي أي شهادة سواء جامعية أو مهنية في الأحياء المحرومة عاطلون من العمل، بينما يعاني 11.1% من حاملي الشهادات الجامعية من البطالة. /> اقتصاد الناس التحديثات الحيةبين جيوب الفقراء ويخوت الأثرياء… الضريبة تسقط حكومات فرنسا
ويتأثر الأشخاص من أصل أجنبي، وهم
ارسال الخبر الى: