رشيد الضعيف واللغة الدنيا

51 مشاهدة

ليس الجدل حول هوية لبنان جديداً؛ فبين من يراه عربياً في لغته وانتمائه، ومن يراه ابناً للفينيقيين وثقافتهم المنفتحة على البحر المتوسط، ظلّ السؤال يتردّد: هل تأثّر الأدب اللبناني بهذه الازدواجية؟ في اللغة تحديداً يظهر هذا التوتر جلياً بين فصحى تحاول الانتماء إلى فضاء عربي واسع، ولهجة يومية مشبعة بالفرنسية والإنكليزية ونبرات محلية متعدّدة. هذا المزيج جعل الرواية اللبنانية تختلف عن مثيلاتها العربية، لا ضعفاً في اللغة كما يُقال أحياناً، بل خصوصية في السرد.

على مستوى السرد، يُعتبر الروائي رشيد الضعيف أحد أبرز من تجسّدت في أعمالهم هذه الازدواجية اللغوية والفكرية، فهو كاتب لبناني تُرجمت أعماله إلى أكثر من أربع عشرة لغة، إلا أن أهم ما يميزه هو وعيه العميق بمسألة اللغة في الكتابة. يقول الضعيف إنه يكتب روايات دنيا وروايات فصحى. الرواية الدنيا كما يسمّيها، هي تلك التي تنزل إلى الواقع بلغته العارية، وتكشف العقد والرغبات والمكبوتات من دون أقنعة، أما الفصحى فهي الرواية التي تتعامل مع اللغة بصفتها أداة فنية سامية، لكنها في الوقت نفسه قد تبتعد عن هموم الناس الحقيقية. بهذا المعنى، يجعل الضعيف من اللغة مقياساً للفكر، ومن الرواية مرآةً للواقع النفسي والاجتماعي في لبنان.

ولعلّ من أبرز ما كتبه في هذا الاتجاه رواية تصطفل ميريل ستريب (رياض الريس للكتب والنشر، 2001)، التي أثارت جدلاً واسعاً منذ صدورها. في هذه الرواية يسلّط الضوء على العلاقة بين الرجل والمرأة في المجتمع اللبناني، من خلال حكاية رجل محافظ يتزوج امرأة متحررة تصدمه بسلوكها وجرأتها. الرواية تُعرّي هشاشة الذكورة في مجتمع متذبذب بين التقليد والحداثة، وتُظهر كيف يمكن للغة أن تكشف عمق الانقسام الداخلي في المجتمع اللبناني. ليست مصادفة أن تتحول الرواية لاحقاً إلى مسرحية من إخراج نضال الأشقر، لأن حوارها اليومي البسيط ينطوي على طاقة درامية عالية، ولأنها تمثل بصدق تلك اللغة اللبنانية الوسطى التي تمزج الفصحى بالمحكية.

يستخدم في روايته الأخيرة لغة تقريرية مشبعة بالمجاز

أما روايته الأحدث ما رأت زينة وما لم ترَ (دار الساقي، 2024)،

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح