رسالة إلى كل يمني وطني حر وشريف في الشمال والجنوب

يمنات

فيصل أمين أبو راس

اليمن اليوم ليس في أزمة عابرة، بل في قلب إعصار وجودي يهدد كيانه، ويكاد يمحو اسمه من الخارطة. من دولةٍ تتنفس بصعوبة إلى وطنٍ يُدفع دفعًا نحو التلاشي…

ما يحدث ليس عبثًا، ولا قدَرًا محتومًا، بل مشروع خطير تقف خلفه أجندات خارجية وأيادٍ داخلية ارتضت أن تكون أدوات هدمٍ لوطنها.

جارٌ يتربص بنا شرًا، وجماعة سلطة امر واقع في صنعاء تعيد اجترار ماضٍ مظلم، بوجهه الكهنوتي والاستبدادي، متجاوزة إرادة الشعب، وحقه في دولة مدنية عادلة، تحترم كرامته وحريته.

لقد جرى تمزيق الدولة، وإضعاف الجيش، وتفكيك مؤسسات السيادة، وتحويل البلد إلى مساحات مشتتة يحكمها السلاح، ويتحكم بها الولاء الخارجي.

لم يكن هذا وليد الصدفة، بل خطة ممنهجة لإعادة اليمن إلى ما قبل الدولة، إلى ما قبل الجمهورية، إلى زمن العزلة والجهل والخوف.

يريدون لليمن أن يكون غنيمة يتقاسمونها، لا وطنًا يحتضن أبناءه جميعًا ويتشارك مع محيطه… وأن يصبح ساحة صراع دائمة لا تعرف استقرارًا، ولا يُسمح لها بالنهوض.

لكنهم نسوا أن في اليمنيين روحًا لا تموت، وإرادة لا تُشترى، وضميرًا لا يخضع.
ونسوا أن لهذا الوطن رجالًا ما باعوه يومًا، ولن يسلموه طوعًا لكهوف الماضي، ولا لعواصم الوصاية والهيمنة.

أيها اليمني الحر، حيثما كنت…
هذه لحظة فاصلة. لحظة انحياز للوطن، لا للطائفة، ولا للسلالة، ولا للمشروع المفروض من الخارج.

إما أن نقف صفًا واحدًا من أجل يمن واحد، سيد مستقل، أو نُترك لمصير تتقاسمه الذئاب.
لن يُحكم هذا الوطن من كهوف التاريخ، ولا تُدار قراره من غرف الاستخبارات.

سيبقى اليمن شامخًا، موحدًا، حرًا… وستسقط كل مشاريع التمزيق، مهما امتلكت من سلاح ومال ودعم.

فلنُعد لليمن هويته، ودولته، وروحه.
ولنقلها عاليًا: لن نُهزم ما دمنا نؤمن أن هذا الوطن يستحق أن نعيش لأجله… وأن نموت دونه.

والسلام