رحيل محمد صابر عرب المؤرخ ووزير الثقافة الأسبق
توفي محمد صابر عرب، المؤرخ ووزير الثقافة المصري الأسبق، مساء أمس الأحد 14 ديسمبر/ كانون الأول، عن عمر يناهز 76 عاماً بعد صراع مع المرض، مُخلفاً إرثاً معرفياً وثقافياً أثرى المشهد المصري والعربي.
ارتبط اسم محمد صابر إبراهيم عرب، خريج جامعة الأزهر، منذ بداياته بالقسم الأكاديمي لتاريخ العرب الحديث، وشغل منصب وزير الثقافة في ثلاث حكومات متعاقبة بعد ثورة يناير المصرية، منها حكومة كمال الجنزوري وحكومة هشام قنديل، في فترة اتسمت بالاضطرابات السياسية والاجتماعية الكبيرة. تمسك بمبدأ استقلال الثقافة، ورفض، حسب المتابعين، تحويل المؤسسات الثقافية إلى أدوات استقطاب أو دعاية، محافظاً على دورها التنويري بوضوح وهدوء رغم الضغوط الكبيرة.
وقبل ذلك، وعلى الصعيد الإداري، تولّى عرب رئاسة دار الوثائق القومية ثم الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، حيث قاد جهود حفظ التراث الوطني وتحديث البنية التحتية للمؤسسات الثقافية، وأسس مركزاً لترميم الوثائق، كما أنشأ قواعد بيانات رقمية وبنى مقراً حديثاً للدار بعين الصيرة، معتبراً الوثائق شاهداً حياً على تاريخ الأمة ومشاركاً في مشاريع دولية مثل ذاكرة العالم، تحت مظلة اليونسكو.
خلّف الراحل إرثاً علمياً تجاوز ثلاثين كتاباً مرجعياً في تاريخ العرب الحديث
خلّف الراحل إرثاً علمياً ثرياً تجاوز ثلاثين كتاباً مرجعياً في تاريخ العرب الحديث والمعاصر والفكر السياسي، وتناول الحركة الوطنية المصرية، الأحداث الكبرى، والفكر الإصلاحي وتاريخ الخليج العربي والعلاقات العربية - العربية. ومن أبرز كتبه: الحركة الوطنية في مصر 1908‑1914، حادث 4 فبراير 1942 والعلاقات المصرية‑البريطانية حتى نهاية الحرب العالمية الثانية وكتاب تاريخ العرب الحديث، والأحزاب المصرية 1922‑1953، ومدخل إلى تاريخ أوروبا الحديث، وأربعون عاماً على حرب السويس، الذي يمثل دراسة عن آثار حرب 1956. كما كتب الدين والدولة في الفكر الإباضي، وأصدر دراسات حول وثائق مصر في القرن العشرين عام 2002، وأزمة مارس 1954 في الوثائق البريطانية، وأوراق الدكتور طه حسين، ليشكل بذلك مكتبة غنية بالمراجع الأكاديمية المتخصصة التي تدرس وتستشهد بها في الجامعات ومراكز البحث.
امتد تأثيره العربي والدولي، حيث شارك في مؤتمرات عالمية
ارسال الخبر الى: