رحيل المخرج التونسي محمد الحاج سليمان

نعت وزارة الشؤون الثقافية والتلفزيون التونسي المخرج التونسي محمد الحاج سليمان الذي رحل مساء أمس الجمعة عن عمر ناهز الثمانين عامًا، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا غنيًا ومسيرة طويلة في خدمة الدراما والبرامج التلفزيونية.

يُعد الحاج سليمان أحد رواد الإخراج التلفزيوني في تونس، إذ التحق بالتلفزيون التونسي منذ انطلاقته عام 1966، عقب إنهائه دراسته للإخراج في العاصمة الفرنسية باريس، ليبدأ رحلة مهنية امتدت لأكثر من خمسة عقود، جمع خلالها بين الإبداع الفني والخبرة التقنية، وأسهم في تأسيس ملامح الإنتاج الدرامي والبرامجي في البلاد.

قدّم الراحل خلال مسيرته العديد من البرامج والمنوعات التلفزيونية، متعاونًا مع كبار نجوم التنشيط في تونس، من بينهم الفنان محمد الجموسي، والراحل نجيب الخطاب، وحاتم بن عمارة، وهالة الركبي. وكان يعتمد على ما أتيح في ذلك الوقت من خدع إلكترونية وتقنيات تصوير متقدمة نسبيًا، ليمنح أعماله بعدًا بصريًا مختلفًا ومبتكرًا. كما برع في نقل المباريات الرياضية، خاصة مباريات كرة القدم، إذ ترك بصمة واضحة في هذا المجال.

أما في الدراما التلفزيونية، فقد قدّم أعمالًا خالدة، من بينها مسلسلا القرية المطوّقة والطعام لكل فم، لكن يبقى مسلسل غادة (1994) أبرز محطاته الفنية وأكثرها نجاحًا. جمع المسلسل بين الراحلين فتحي الهداوي ومنصف الأزعر وحقق آنذاك صدى واسعًا، إذ ما زال التلفزيون التونسي يعرضه حتى اليوم ويحقق نسب مشاهدة عالية، ما يعكس قيمة العمل الفنية واستمراريته في ذاكرة المشاهدين.

رحيل جورجيو أرماني... بيان الأزياء عن الحرية والجمال

تولى الحاج سليمان على مدى سنوات رئاسة مصلحة الإخراج بالتلفزيون التونسي، وكان له دور بارز في تكوين جيل جديد من المخرجين، فقد ساهم في تدريب وتأطير العديد من الأسماء الشابة في المدارس الخاصة بالسمعي البصري التي درّس بها، ليترك أثرًا يمتد إلى أبعد من أعماله الفنية.

وقد عبّر عدد من المخرجين والإعلاميين عن حزنهم الكبير لفقدان هذه القامة الفنية، إذ كتب المخرج وسام التليلي أن الحاج سليمان كان له الفضل في أن أصبح مخرجًا وأستاذًا جامعيًا في السينما،