رحيل عز الدين نجيب أطلال مصرية داخل اللوحة وخارجها

18 مشاهدة
في أكثر من مناسبة تشكيلية أقيمت بمصر خلال هذا الصيف كان من المفترض حضور الفنان عز الدين نجيب ليواكب نقديا مجريات المشهد ويدقق في تفاصيله كما هو المعتاد وهذا ما جرى مع بعض المعارض التي كتب عنها مؤخرا ولكن تدهور وضعه الصحي قد حال دون بعضها الآخر حيث أعلن في الثاني عشر من أيلول سبتمبر الجاري عن دخوله قسم العناية المركزة إثر أزمة قلبية لم تمهله طويلا حتى رحل صباح هذا اليوم عن ثلاثة وثمانين عاما ولد نجيب عام 1940 في إحدى القرى التابعة لمحافظة الشرقية وتدرج في تعليمه الحكومي خلال مرحلة بدأ فيها أبناء المدن الطرفية والطبقة الوسطى إثبات حضورهم في الوسط الأكاديمي وإظهار اهتماماتهم في المجالات الفنية الأمر الذي مكنه عام 1958 من الالتحاق بكلية الفنون الجميلة في جامعة القاهرة متخصصا بقسم التصوير الرسم الزيتي ومن ثم تخرجه منها بعد أربع سنوات كان عقد الستينيات تأسيسيا في مسيرته ففضلا عن محاولاته الأولى بنشر القصص القصيرة مع مجموعته أيام العز 1962 بدأ تعرفه على الجذور الفنية الأصيلة للحضارة الفرعونية والتي ستحضر لاحقا في اشتغالاته النقدية والتشكيلية وخاصة في معرضه الأول في قصر الثقافة الأنفوشي بالإسكندرية بالاشتراك مع زهران سلامة كما شهدت تلك المرحلة انخراطه بالعمل الوظيفي من خلال قصر الثقافة في كفر الشيخ الذي أسسه وعين مديرا له عام 1966 قبل أن يعود إلى القصة القصيرة ويوقع مجموعته الثانية عام 1968 التي حملت عنوان المثلث الفيروزي أما في السبعينيات فسيعرف من خلال أبرز لوحاته مثل المغني وزفة المولد وزرقاء اليمامة وتنغيمات الأمواج الرملية وترويض وغيرها من عشرات الأعمال التي حضر فيها التراث بشكل قوي كما تفاعل مع المشاهد من الحياة المصرية اليومية كما في بائع السلال والزحليقة والفتاة والقدر لكن هذه الفترة ستشهد أيضا مرحلة اعتقاله في ليمان طرة عام 1975 أوائل الحكم الساداتي للبلاد حيث ستجمعه الزنزانة بالشاعر أحمد فؤاد نجم والقاص إبراهيم منصور والمخرج كامل القليوبي وسينجز خلال اعتقاله رسوماته التي تمثل حياة السجين المراقب اسكيتشات بالأبيض والأسود صدرت في كتاب عام 2014 تكثف بداية حقبة سياسية جديدة في مصر ستنعكس بالضرورة على اشتغالات الفنان وستتعدى فترة السجن إلى مراحل أخرى في العقود التالية عاد إلى مساءلة المكان المصري الذي بات في جزء منه أطلالا كما عنون عددا من أعماله مثل أطلال البر الغربي بالأقصر وأطلال وأشباح وأطلال مقاومة وأطلال سيوة والأطلال الطائرة الظل في هذه اللوحات يطغى على اللون الأصلي ويمتد من المكان إلى ساكنيه قدم الراحل مؤلفات نقدية عديدة كان لها أثر في رصد المشهد الفني في مصر منها فجر التصوير المصري الحديث 1985 والتوجه الاجتماعي للفنان المصري المعاصر 1997 وموسوعة الفنون التشكيلية بثلاثة أجزاء 2008 والأنامل الذهبية 2009 وستائر الضوء 1996 وفنانون وشهداء 2000 الذي بحث فيه مسألة الاستشهاد لا بما هو قتل للجسد فقط بل قتل للروح قبل ذلك ومثل عليه بالاغتيال المعنوي وتجاهل القيمة التي قد يتعرض لها الفنان في بلده كذلك خصص مؤلفات عن مسيرة فنانين بارزين مثل جاذبية سري ومحمد حامد عويس وجميل شفيق ومحمود بقشيش وعبد الهادي الوشاحي وهي كتب صدرت خلال العقود الثلاثة الأخيرة وقد ساهمت بالكشف عن أبعاد جمالية في أعمال هذه الأسماء إلى جانب عشرات المقالات النقدية والدراسات الفنية والمعارض الجماعية المحلية والدولية والمعارض الفردية التي تجاوزت الثلاثين آخرها أقيم العام الماضي في غاليري ضي بالقاهرة وحمل عنوان 60 عاما بين المقاومة والبعث كانت لنجيب خارج مساهمات خارج قوس التشكيل حيث صدر له في الرواية نداء الواحة 2016 والمسافر خانة 2021 ودبيب العقرب 2022

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح