رحلة شعارات أمم أوروبا من 1960 حتى 2004 بين البساطة وثورة الألوان

٥٩ مشاهدة
تعود بطولة أمم أوروبا إلى الواجهة مجددا معها ستكون المنافسة قوية لمدة شهر كامل حين تنطلق المباريات يوم 14 يونيو حزيران الجاري وتنتهي في 14 يوليو تموز المقبل واليوم نبتعد عن المستطيل الأخضر لنسافر إلى فلك آخر نتحدث خلاله عن سيميولوجيا أو سيميائية شعارات بطولات اليورو منذ النشأة حتى نسخة 2004 والتي دائما ما كانت تستنبط من ثقافات البلاد المستضيفة ورموزها وتعبر عن نفسها بطريقتها الخاصة الفترة الأولى بساطة شعارات أمم أوروبا جرت أول نسخة من بطولة كأس أمم أوروبا لكرة القدم في عام 1960 أي بعد الحرب العالمية الثانية بنحو 15 عاما كانت الأمور قد تغيرت كثيرا في القارة العجوز واندثرت العديد من الفنون بينها الآرت ديكو الذي اشتهر بين عامي 1920 و1939 وأثر على العديد من الرسومات في ذلك العصر من العمارة إلى الفنون البصرية والموضة والسينما وحتى المجوهرات والإعلانات في حين استخدمت سويسرا خلال نسخة كأس العالم 1954 أسلوب المنيمال الذي اكتسب شهرة واسعة في الخمسينيات ووصل في الستينيات إلى ذروته وكان نتاجا للمدرسة التجريدية تميزت أعماله في مختلف المجالات بمحاولة التقليل من العناصر والألوان في الصور قدر المستطاع والاعتماد على تبسيطها وحذف الكثير من التفاصيل التي قد تخنق الملصق الإعلاني ومن هنا يمكننا الانطلاق في رحلة تحليل شعارات النسخ من 1960 حتى 1992 والتي بقيت طوال 32 عاما متشابهة لا تتغير أبدا كانت الشعارات خلال تلك الفترة الزمنية واحدة إذ يأتي في الأسفل اسم الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يويفا بخط هندسي داكن اللون ثم السنة في الزاوية اليمنى السفلية وفي الأعلى علمان ديناميكيان يرفرفان بألوان البلد المضيف لإنشاء نوع من الحركة داخل الشعار وجعله أكثر حيوية بدلا من أن يكون جامدا وثابتا بطريقة مملة وهو ما يجعل الناظر إليه يشعر بأنه يتحرك فعلا وفي المجمل كان يمنح إحساسا حقيقيا بالمدرسة الفنية القديمة صحيح أن تلك الشعارات لم تكن استثنائية وجميلة من الناحية البصرية والإبداعية إلا أنها مثلت أسلوبا أصيلا للتصميم الكروي والرياضي الرمزي من السبعينيات إلى أوائل التسعينيات بطبيعة الحال هذه الشعارات الآن تخلف إحساسا بالحنين والولع بهذا الحدث القاري الكبير مع العلم أن إيطاليا حاولت خلال نسخة 1980 إلى جانب الشعار الأول والكلاسيكي الخروج إلى عالم الابتكار حين قدمت تصميما فريدا من نوعه بألوان زاهية خلال تلك الحقبة عبر اختيار زهرة الغرنوقي أو إبرة الراعي مع كرة قدم في داخلها غدا في صحيفة العربي الجديد الحديث عن شعارات اليورو من نظرة مغايرة عن سيميائية الصورة pic twitter com RS0Kruw0ve hussein ghazi hussienghazi1 June 7 2024 شعارات أمم أوروبا من نسخة 1996 حتى 2004 دائما ما يؤكد الإنكليز في كل مرة يستضيفون فيها حدثا كبيرا أن كرة القدم عادت إلى الوطن الأم وهناك حدث أول التغييرات الحقيقية في عالم شعارات أمم أوروبا التصميم كان بطبيعة الحال مرحا وطفوليا تقريبا بعدما انقسمت الكرة إلى أجزاء متناثرة وفي داخلها كان هناك لاعب يركل الكرة ويتحرك الخط في التصميم من أسفل اليسار إلى أعلى اليمين وهو يدفع الناظر إلى الشعور بحركة ديناميكية رياضية كما أن الألوان المستخدمة كانت فرحة للغاية ومنعشة وأسفل هذا الملصق الأيقوني تأتي الكلمات النصية يويفا ويورو 1996 ومن ثم إنكلترا وفي كعب الصورة شرطة تشبه لمسة الرسام أو الدهان تولد نوعا من الحركة كما الأعلى وبالتالي كان بالفعل فريدا مقارنة بأقرانه في البطولات السابقة مع العلم أن اللعب على مستوى الألوان في كتابة الكلام يجعل المشاهد يقرأ كل ما فيه ليركز في كل تفاصيله في يورو 2000 التي حققت لقبها فرنسا على حساب إيطاليا جاء شعار تلك النسخة متوسطا من الناحية البصرية حين أظهر علمي البلدين المضيفين وهما هولندا وبلجيكا على شكل لاعب يفتح ذراعيه ويشبه طائرة ورقية مع رفرفة نسبية وتداخل بين العلمين وكأنه يهم بتسديد الكرة مع دائرة زرقاء كبيرة تربط اللاعب بالكرة في الأسفل وكان هذا الشعار أقل مرحا من سابقه مع العلم أن التصميم يتحرك من اليسار إلى اليمين ومن الأسفل إلى الأعلى لكن المشكلة البارزة فيه أن اللاعب في المنتصف يبدو آيلا للترنح أو السقوط وقد كتبت كلمة يويفا يورو 2000 بالخط الأسود العريض مع درجات متباينة في الحجم بين الأول والثاني وانحناء الشكل في محاولة لإعطاء لمحة فنية ننتقل إلى يورو 2004 والذي يأخذنا إلى البرتغال وشواطئها وشمسها وبحرها الخلاب للغاية كان ذلك الشعار بالفعل منيرا إلى أبعد الحدود من الناحية البصرية يظهر الشغف الكبير بلعبة كرة القدم إذ لم يستخدم اللون الأزرق الذي كان طاغيا على النسخ السابقة فكان اللون البرتقالي والأصفر والأخضر الساطع طاغيا مما يعطي لمسة من الدفء والراحة ولم يكن هناك شكل لأي لاعب في هذا الشعار فقد كسر الصورة النمطية المستخدمة في العديد من البطولات إن كان في أمم أوروبا أو حتى كأس العالم كانت الكرة المزخرفة بأسلوب شعبي برتغالي وسط قلب يحتضنها مصمم على الطراز التقليدي لفن الصياغة التخريمية وهو شكل من أشكال الأعمال المعدنية المعقدة المستخدمة في المجوهرات القادم من بلدة فيانا دي كاستيلو وعبرت طبعا عن الترحيب بالمشجعين الوافدين والحب لهم لكن الأمر الذي يبقى مبهما نسبيا هي الدوائر الصغيرة السبع فلولا توضيح الاتحاد الأوروبي حولها ومصمم الشعار Havas Creative حينها لما عرفنا أن رمزيتها تعود إلى عناصر وإنجازات برتغالية مهمة مثل عدد القلاع في شعار النبالة الوطني أو غزو البحار السبعة خلال عصر الاكتشافات وبهذا يتبقى لدينا شعار بطولات 2008 و2012 و2016 و2020 و2024 نتحدث عنها في تقرير لاحق

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح