رحلة في قلب دمشق تحت حكم الشرع دولة الأمويين بين التاريخ والمعاصرة فيديو وصور
دمشق، أقدم مدينة مأهولة في العالم، تشهد تحولًا مستمرًا بين إرثها العريق وواقعها المعاصر. في هذه الرحلة، نستكشف أزقة الأسواق القديمة، ونقف عند محطات تاريخية مثل المسجد الأموي، ونتجول بين طيات الذاكرة في متحف حرب تشرين الذي يعكس بوضوح أوجه الدعاية السياسية.
بين الأزقة العتيقة لسوق الحميدية، يتجلى عشق السوريين لوطنهم، حيث تجد عبارات مثل دخيل ترابك سوريا محفورة في القلوب قبل الجدران. قبل الأزمة، كانت الأسواق الدمشقية تعج بالتجار الذين يقصدونها من مختلف بقاع العالم لشراء الأقمشة، الأواني النحاسية، والمنتجات الحرفية الفريدة. واليوم، ومع عودة الحياة تدريجيًا، تجد السناكس الدمشقية على الجانبين، في مشهد يعكس صمود المدينة وروحها التي لا تخمد.
على عتبات المسجد الأموي، تتداخل الحضارات، فمن معبد روماني إلى كنيسة بيزنطية، ثم تحفة معمارية إسلامية شُيدت في عهد الخلافة الأموية. رغم أعمال الصيانة المستمرة، لا يزال هذا المكان موطنًا للسكينة، حيث يختلط عبق التاريخ بأصوات المصلين والزوار الذين يأتون لرؤية مقام النبي يحيى عليه السلام، والتأمل في زخارف الفسيفساء التي تحكي قصصًا تعود لقرون خلت.
على مشارف المتحف، تقف دبابات منهكة، بعضها يعود للجيش السوري، وأخرى كانت غنائم من الجيش الإسرائيلي. الداخل إلى المتحف يجد نفسه في عالم موازٍ، حيث تلتقي الدعاية السياسية بالفن الجداري المرسوم بأسلوب كوريا الشمالية. اللوحات الجدارية، الشعارات، والتماثيل تعكس سردية رسمية لحرب تشرين، لكنها تحمل بصمة واضحة من الفكر الاشتراكي القديم.
خلال جولتنا، التقينا بأبو خالد، صانع القهوة الذي قضى 25 عامًا بين رائحة الهيل وحكايات الزبائن، وأبو محمود الذي لم يرَ شقيقه منذ 12 عامًا بسبب الشتات. في السوق، اختلطت اللهجات، بين دمشقيين عادوا بعد النزوح، وآخرين ما زالوا يحملون في ذاكرتهم صورًا لمدينة تغيرت ملامحها لكنها لم تفقد روحها.
بين الأسواق التي استعادت نبضها، والمساجد التي تخضع للترميم، والمتاحف التي تروي التاريخ بأساليب متعددة، تظل دمشق مدينة لا تموت، بل تتجدد مع كل مرحلة، محافظة على مكانتها كإحدى أعظم العواصم التاريخية في العالم.
دمشق، المسجد الأموي، سوق الحميدية، متحف
ارسال الخبر الى: