زيارة رئيس الوزراء الصيني لأستراليا الخلافات باقية حيث يجب
٨٣ مشاهدة
احتفت وسائل إعلام صينية بزيارة رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ إلى أستراليا ضمن جولته الخارجية التي استمرت أسبوعا وشملت نيوزيلندا إضافة إلى ماليزيا التي أجرى فيها مباحثات أمس الأربعاء وأولت بكين أهمية كبيرة إلى زيارة رئيس الوزراء الصيني لأستراليا نظرا لتدهور العلاقات بين البلدين خلال السنوات الماضية ووصلت العلاقات بين الصين وأستراليا إلى أدنى مستوياتها قبل أربع سنوات بعد أن دعا رئيس الوزراء السابق سكوت موريسون سلف أنتوني ألبانيز في إبريل نيسان 2020 إلى إجراء تحقيق دولي في منشأ فيروس كورونا في اتهام مباشر للصين وانتقدت بكين آنذاك الخطوة الأسترالية ووصفتها بأنها ذات دوافع سياسية وقد أدى الخلاف الدبلوماسي المتصاعد إلى قيام الصين بوقف التبادلات على المستوى الوزاري وفرض العديد من الحواجز التجارية على المنتجات الأسترالية بما في ذلك لحوم البقر والأخشاب والفحم والنحاس ما تسبب بأضرار بالغة للمصدرين الأستراليين كما فرضت أستراليا تعريفات جمركية على منتجات الصين استجابة للضغوط الأميركية آنذاك كما اعتقلت السلطات الصينية صحافية صينية تحمل الجنسية الأسترالية تشينغ لي لمدة ثلاث سنوات بتهمة التجسس وإفشاء أسرار الدولة قبل أن تفرج عنها العام الماضي جيانغ لي العلاقات بين الصين وأستراليا تسير في الاتجاه الصحيح كما أدت الاضطرابات الجيوسياسية إلى توتر العلاقات بين الشريكين التجاريين الرئيسيين في السنوات الأخيرة حيث تنظر بكين إلى الروابط الأمنية الوثيقة بين أستراليا والولايات المتحدة من خلال الشراكة الرباعية مع اليابان والهند واتفاقية أوكوس الدفاعية مع بريطانيا على أنها جزء من الجهود الغربية الرامية إلى احتواء صعود الصين لكن مع وصول ألبانيز إلى السلطة قبل عامين شهدت العلاقات تحسنا ملحوظا تكلل بزيارة أولى له إلى الصين العام الماضي والتي أسفرت في وقت لاحق عن رفع بكين الحظر عن المنتجات الأسترالية بينما قامت كانبيرا من جانبها بإلغاء التعريفات الجمركية التي فرضتها على بعض الواردات الصينية ووضعت صحيفة غلوبال تايمز الحكومية قبل أيام زيارة رئيس الوزراء الصيني إلى أستراليا في إطار عودة العلاقات الثنائية إلى مسارها الطبيعي بعد سنوات فاترة ولفتت أن إلى الحكومة الأسترالية الحالية أدركت أن الحكومة السابقة ذهبت أبعد من اللازم في التعامل مع علاقات كانبيرا ببكين ما أدى في النهاية إلى الإضرار بمصالح الشعب الأسترالي وقالت إن هناك دعوة متزايدة للحكومة لتحسين الحوار مع الصين إذ يبدو أن الحكومة الجديدة قد اتخذت سلسلة من الإجراءات الاستباقية لتحقيق الاستقرار في العلاقة بين البلدين نتائج زيارة رئيس الوزراء الصيني لأستراليا واتفق الجانبان على إدارة خلافاتهما بشكل سليم لتعزيز حيوية ومتانة علاقاتهما الثنائية وذلك في أعقاب محادثات ثنائية جرت في كانبيرا يوم الاثنين الماضي بين لي تشيانغ ونظيره أنتوني ألبانيز كما أصدر الطرفان بيانا مشتركا قالا فيه إنه تم الاتفاق على تعزيز الاتصالات من أجل حماية السلام الإقليمي بشكل مشترك واستكشاف سبل المساعدة بشكل أفضل في تنمية دول جزر المحيط الهادئ كما تم الاتفاق خلال زيارة رئيس الوزراء الصيني لأستراليا على إطلاق آلية حوار ثنائي حول الشؤون البحرية ومواصلة المحادثات السياسية بين وزارتي الدفاع في البلدين وتم التوقيع أيضا على خمس وثائق تعاون بشأن التجارة والحوار الاقتصادي والتعليم والمناخ والتبادلات الثقافية وخلال مشاركة لي تشيانغ في الاجتماع السنوي التاسع لقادة الصين وأستراليا صرح بأن بلاده مستعدة للعمل مع كانبيرا لبناء شراكة استراتيجية شاملة أكثر نضجا واستقرارا لتحقيق فائدة أفضل للشعبين كما أعلن أن بكين ستدرج أستراليا في قائمة الدول التي لا تحتاج إلى تأشيرة دخول من جانب واحد وفي إشارة إلى نقاط الخلاف بين الصين وأستراليا قال لي تشيانغ اتفقنا على إدارتها بشكل مناسب وبطريقة تليق بشراكتنا الاستراتيجية الشاملة من جهته سلط ألبانيز في تصريحاته الضوء على الاختلافات المتبادلة في التاريخ والأنظمة السياسية والقيم وقال سوف نتعاون مع الصين حيثما نستطيع ونختلف حيث يجب ونعمل من أجل المصلحة الوطنية وأضاف كان من المهم بالنسبة للصين وأستراليا أن تتعاونا بالنظر إلى مدى قربنا جغرافيا ومدى ترابطنا اقتصاديا والروابط العميقة الدائمة بين شعبينا وأضاف ألبانيز أنا مصمم على مواصلة تنمية علاقتنا حيثما أمكننا ذلك نقاط خلاف وعلى الرغم من تراجع الاحتكاكات التجارية لا يزال الجانبان على خلاف بشأن سلسلة من القضايا في منطقة آسيا والمحيط الهادئ مثل بحر الصين الجنوبي ومضيق تايوان ودعا ألبانيز خلال زيارة رئيس الوزراء الصيني لأستراليا بكين بكين إلى لعب دورها الحيوي في إبقاء المنطقة مفتوحة ومستقرة ومزدهرة استبعد لونغ يوان أن يتم تسجيل خروقات في ما يتعلق بالقضايا الخلافية ودعت أستراليا مرارا إلى ضرورة العمل مع الصين لتعزيز التوازن الإقليمي حيث لا تهيمن دولة على أخرى من جهتها طالبت الصين أستراليا بدعم انضمام هونغ كونغ إلى الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة وهو الطلب الذي قدمته أيضا إلى نيوزيلندا الأسبوع الماضي بالإضافة إلى ذلك فإن كون أستراليا جزءا من التحالف الاستخباراتي المعروف باسم العيون الخمس الذي يضم أميركا وبريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا أمر لطالما أثار حفيظة الصين التي تعتبر أن مثل هذه التحالفات في جوارها الإقليمي تستهدف صعودها وتندرج ضمن المحاولات الغربية بقيادة الولايات المتحدة لاحتواء بكين خطوة في الاتجاه الصحيح وفي تعليقه على نتائج زيارة رئيس الوزراء الصيني لأستراليا ودورها في إذابة الجليد بين البلدين قال الباحث الصيني في العلاقات الدولية بمركز ونشوان للدراسات الاستراتيجية جيانغ لي في حديث لـالعربي الجديد إن العلاقات بين الجانبين تسير في الاتجاه الصحيح ولفت أن لي تشيانغ هو أول رئيس وزراء صيني يزور أستراليا منذ العام 2017 وتوقع أن تمهد زيارة رئيس الوزراء الصيني لأستراليا الطريق أمام زيارة أولى للرئيس الصيني شي جين بينغ إلى أستراليا منذ توليه السلطة في العام 2013 كما أشار إلى أن أنتوني ألبانيز كان في نوفمبر تشرين الثاني الماضي أول رئيس وزراء أسترالي يزور الصين منذ العام 2016 وأضاف أن بكين بدأت عملية إعادة ضبط لعلاقاتها مع كانبيرا بعد انتهاء حقبة الإدارة المحافظة السابقة في السلطة والتي استمرت تسعة أعوام ولفت إلى أن من شأن زيارة رئيس الوزراء الصيني لأستراليا أن تفتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين تقوم على المصالح المشتركة والمنفعة المتبادلة بعيدا عن تأثير وهيمنة القوى الغربية في المقابل قلل لونغ يوان الباحث الزميل في جامعة تايبيه الوطنية تايوان في حديث مع العربي الجديد من شأن التقارب بين بكين وكانبيرا وقال إن الأمر لا يعدو كونه إبداء لحسن النوايا الدبلوماسية واستبعد أن يتم تسجيل خروقات في ما يتعلق بالقضايا الخلافية مثل وجود أستراليا في تحالف أمني ودفاعي دولي أوكوس يضم الولايات المتحدة وبريطانيا والذي قد يمكنها من الحصول على غواصات نووية وهي خطوة تدرج ضمن خطط استراتيجية لمواجهة طموحات بكين في منطقة المحيطين الهادئ والهندي ولفت إلى أنه بعيدا عن موقف الحكومة الحالية في كانبيرا هناك أحزاب معارضة لا تزال ترى في بكين تهديدا محتملا وهناك أصوات تعارض التقارب مع الصين على حساب الولايات المتحدة وأكد أن أي انفراجة في العلاقات ستنحصر في أبعادها الاقتصادية بينما ستظل أزمة الثقة بين البلدين قائمة على مستوى التعاون الأمني والعسكري