في ذكرى وفاته العاشرة عشت حياتي كما يريدني ابي فأفلحت
86 مشاهدة
هل يمكن ان يشيخ الحزن او يموت الشغف في القلب ؟هل يمكن ان تخطئ البوصلة اتجاهاتها فيفقد المرء فرص الوصول الى الصواب ؟
هل يمكن لمن غرس في قلبه جذور المتاهات ان يصل الى نقطة النهاية قبل فوات الاوان ؟
الكتابة عن ذكرى وفاة الاب لاتحتاج الى نقطة في اول او اخر السطر وانما الى ضوء نهار والى طوق نجاة .
بكل حسابات الغياب لايمكن ابدا ان يتوارى الحنين مهما كان الحضور لافتاً ولايمكن تغطية تجاعيد الفُقد بمساحيق البهجة مهما كان نهار الحياة ساطعا .
الحزن في القلب لايعني الانكفاء على تاريخ من افتقدناهم او في اتباع اثرهم بل هو ايضا ثورة متجددة قائدها الضمير الحي ، وانا حين اتحدث عن ذكرى وفاة ابي كل عام انما امارس حقي في الدفاع عن ضمير لم تؤثر فيه سنوات الكد والتعب بل احييت التفاصيل بتنوعها ذكرى طيبة لمن كنت ارى فيه السند والمأوى .
اعرفُ جيدا بإني فشلت في اقناع نفسي بإن للحزن فترة صلاحية وان النسيان ملاذ آمن ، كيف لي ان انسى من لم يترك يدي يوم كانت العاصفة تقتلع اشجار الغابات ، كيف لي ان انسى الشخص الوحيد الذي قتل الوحش بداخلي واحال الاشجار المشوكة حولي الى ازهار ، لم يتركني فكيف لي ان اتركه وحيدا في ذكرى وفاته العاشرة .
اجدني كلما حل يوم 27 اكتوبر من كل عام اكثر شغفا لان اكتب عنه سطورا تليق بكونه تاريخ من الانسانية والرحمة والعطف والحنان ، لا اريد ان اكتب مقالا يليق بي وانما بكوني ابن بار - هكذا اجزم - يكتب عن رحيل شّكل في نفسي انكسارا في الروح لايُرمم .
عشت حياتي اسأل دائما هل هناك مرض لايُشفى وحين مات ابي تأكدت ان وجع رحيل الاب لايُشفى ابدا ، يظل الحزن عالق في كل نبضة قلب كما هو الحال معي طوال عشرة اعوام .
ليس هناك اغلى واثمن من عبارة يقولها الاب لإبنه - انا راضٍ عنك
ارسال الخبر الى: