ذكرى فتحية أحمد نسي ليه معادي وغاب
بهدوء تام، مرت الذكرى الخمسون لرحيل المطربة المصرية فتحية أحمد (1898 - 1975)، إحدى أهم المطربات المُجيدات المتقنات في النصف الأول من القرن الماضي. ولا ريب أن كثيراً من عشاق صوتها يتساءلون - والحق معهم - عن سر هذا التجاهل الكامل والصمت المطبق لكل المسارح والمراكز الموسيقية والثقافية لمطربة يراها بعض محبيها منافسة لأم كلثوم، أو هي بالحد الأدنى من أبرز المنافسات على المرتبة الغنائية التالية لمرتبة أم كلثوم.
هذا الأسبوع، شهدت القاهرة عشرات الحفلات الغنائية والموسيقية، من مختلف الأشكال والاتجهات، لكنها لم تتسع لليلة واحدة تحيي بها خمسينية مطربة القطرين، التي حلت في نهاية عام لم تنقطع فيه فعاليات الاحتفاء بخمسينية كوكب الشرق يوماً واحداً.
يبدو إشكال فتحية أحمد أعمق وأقدم كثيراً من طريقة التعامل مع ذكراها؛ فقطاعات واسعة جدا من المهتمين بالغناء الطربي يحترمون صوتها وأداءها، لكنهم يرون أنها انسحبت مبكراً، ولم يكن بمقدورها أن تستمر أمام الموج الكلثومي الهادر، الذي أغرق معظم مطربات العشرينيات والثلاثينيات.
ومع مرور الوقت، ظلت شهرتها تتآكل، إلى أن انحصرت في قلة محدودة من السميعة وهواة التسجيلات القديمة، ومن كان هذا شأنه، يصعب على المسارح الكبيرة أن تخصص له الليالي والاحتفالات، لأن الحفل ومردوده وقبول الجمهور له سيكون حينها مخاطرة كبيرة لا يُحب أحد أن يتحمل تبعاتها.
في مواجهة هذا الطرح، يدفع أنصار فتحية أحمد بعدة دفوع، من أهمها أن التسجيلات القديمة للمطربة تجعل منها منافسةً لأم كلثوم، لا سيما الأعمال التي غنتها بألحان الشيخ أبو العلا محمد وأحمد صبري النجريدي، كما أنها امتلكت صوتاً يضارع صوت أم كلثوم في المساحة، والأهم من كل هذا أنها سبقتها شهرة وانتشاراً وعرفتها الأوساط الفنية قبل انتقال أم كلثوم إلى القاهرة بعدة سنوات. فإن لم تكن هذه الأسباب كافية للاحتفاء بها وإحياء ذكرى رحيلها الخمسين بقدر الاحتفاء نفسه بأم كلثوم، فلتحظ إذن بنصف أو ربع أو حتى عشر ما حظيت به الست طوال هذا العام، وإلا فيمكن أن نستبق الزمن ونجزم من الآن بأن مصير المطربات
ارسال الخبر الى: