ديك العريفة وثعلب المضاحي
65 مشاهدة
كان المذّن لشدة حبّه للعريفة، وتعلّقه به؛ ما يدري بيش يرضيه، يصبح يلقط البيض من تحت الدجاج، ويسبّق ليدركه ما بعد تفاول ليفك ريقه ببيض دجاجه، وإذا مخضت مرته حليب بقرتها، فأول صبّة من الحقينة للعريفة، ويوديها بثمرتها تحوم على وجه اللبن كما حب الذرة الخولاني، والزبدة كلما حمستها وحرّقت لها انطلق بها لكبير القرية، في زبديّة ريحتها تبرم الرأس؛ وتنعش المساريب.
كانت زوجة المذّن تتوقع كل شيء من زوجها إلا إهداء (ديكهم العُشاري) للعريفة، لم تتحمّل منه وفشّلته بالحُتار، الله يخذلك فوق ما خذلك عايرته وهو صامت، ولما يئست من ردّه عليها؛ نشدته؛ اعلمني يا كديش، بيش قد نفعك به عريفتك؛ أفتنتانا؛ صبح الله ومساه؛ العريفة يقول، سريت مع العريفة، انعزمت مع العريفة، أربّك بتغدي جنبه عريفة، أحرمتانا ديكنا يا ديكان.
كان الفقيه يرصد علاقة المؤذن بالعريفة، وما ندرت هذي المودة الطارئة بينهما من نحره، والتي تؤثر سلباً على صلته بعريفتهم، كونه الرجل الثاني في القرية، وحاول يسترق الديك، ولكنّ الدِّيك حذر، يقف على طرف سارية تحمل جريد الجناح، ويؤذن كلما شاف الملائكة، ولاحظ أنّ ثعلب المضاحي يبدي ويطمي، من خلف عقشة المجرّة، وعرف أنّ عينه بالديك، فقال في نفسه؛ المهم نفتكّ من الديك بيّد تعطِب، وإلا بناب الثعلب.
برغم حذر ديك العريفة من ثعلب المضاحي، وشعوره بالأمان لبقائه قدام عين راعية البيت، ولكون خلف
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على