دوونغ ثو هوونغ ضمير الأدب الآسيوي الحديث ما بعد الحرب

23 مشاهدة

رغم الأهمية الخاصة التي تحظى بها الروائية الفيتنامية دوونغ ثو هوونغ Duong Thu Huong، ورغم ترجمة أعمالها إلى أكثر من عشر لغات، لا يجد القارئ العربي إليها سبيلاً، وكأنّ الثقافة العربية لم تكتشف بعد هذا الصّوت الأنثوي الحاد الذي استطاع أن يوقظ الضّمير الأدبي في فيتنام، وأن يعيد كتابة التاريخ من موقع الألم الإنساني والخذلان السياسي، خاصة أن أعمالها تندرج في دائرة أدب ما بعد الحرب.

دوونغ ثو هوونغ المولودة سنة 1947 في هانوي، ترعرعت في سياق تغذيه الشعارات الكبرى، لكنها سرعان ما أدركت أن الحرب كانت تقتل المعنى الإنساني، خاصة أنها وقفت على ذلك بعد انخراطها في الجيش خلال حرب فيتنام، إذ عاشت تجربة الجبهة بكل ما فيها من قتلى ومآسٍ، لتصبح الحرب حاضنة لأحداث أغلب رواياتها.

تعكس رواياتها الأولى مثل جنة العميان أو رواية بلا اسم أو ما وراء الأوهام، وجه فيتنام ما بعد الحرب. إذ كتبت عن السلطة الغارقة في عادات الجنود، وعن العائلة الفيتنامية المفككة، وعن ذاكرة المقاتلين التي تئنّ، وعن النساء اللواتي لم يعدن يعرفن لأي شيء يصلح الإنجاب. كما وقفت، بكل سخرية، ضد تربية الثكنات التي يتميز بها نظام الحكم. نقرأ من رواية زهرة أذن الفأر: لم يتفضل العريف المسرّح حتى بإلقاء نظرة على الوجوه المندهشة لزملائه. رأى في صمت الغرفة إنصاتاً حقيقياً من تلاميذ معجبين، فانطلق بكل حماسه في خطاب طويل حول المعاني السياسية والتاريخية لمهمتهم، حول واجبات المواطنين. وختم خطابه بلهجة رسمية، مكلّفاً إياهم بـإبداع برنامج فني أصيل، وإنجاز أنشطة نموذجية، تليق بالعيد العظيم للأمة الذي تمثّله الثورة، وتتماشى مع التقليد الوطني الممتد لأربعة آلاف عام لشعبنا، وتستحق ثقة وتطلّع العم هو والحزب.

مُنعت روايتها الأولى في بلدها وحظيت بترحيب بعد نشرها بالإنكليزية

وبينما كان يفرغ شحنته العاطفية في خطابه، كانت عيناه تمران على عشرين شخصاً شباناً وكهولاً من جميع التلاميذ الذين كانوا يتقلبون على الأرض. أحدهم كان يحدّق في السقف، وآخر يلوّي عنقه وينتف شعر ذقنه. ثالث يتثاءب ويشرب الشاي بصوت

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح