دونالد ترامب مرشح للمرة الثالثة جاهز لـ إطلاق النار
٣٥ مشاهدة
لم يغب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن المشهد ليعود إليه إذا ما فاز بانتخابات الرئاسة الأميركية التي تجرى اليوم الثلاثاء في مواجهة الديمقراطية كامالا هاريس فبعد ثماني سنوات ظل فيها في صلب الحدث نصفها في البيت الأبيض ونصفها الثاني متظلما من سرقة انتخابات 2020 منه قد يعود ترامب إلى البيت الأبيض رئيسا للمرة الثانية أو قد لا يعود ولكن في كلتا الحالتين يسود انطباع عام بأن هناك ما لا يبشر بخير سواء في العودة المحتملة أو خسارته الانتخابات مرة ثانية والتي قد ينقلب عليها ففي عالم تتجه فيه كل الأنظار اليوم إلى الاسم الذي سيتبوأ منصب الرئيس الـ47 للولايات المتحدة أصبح دونالد ترامب اسما يعتمد علامة سياسية تثير التوجس والحذر وخصوصا بعدما أصبح له جيش من المؤيدين يساوون نصف الشعب الأميركي تقريبا فيما خططه للعودة المحتملة لا تخلو من إثارة للجدل لا سيما بعد ما اكتسبه وفريقه من تمرس في الحكم لم تحل الملاحقات القضائية دون ترشح ترامب للرئاسة للمرة الثالثة دونالد ترامب نسخة 2024 أكثر شراسة ويبشر دونالد ترامب بعودة محتملة إلى البيت الأبيض بنسخة أشد شراسة مما كان عليه وضعه حين اقتحم المكتب البيضاوي في واشنطن في 2016 دخيلا تربع على قمة العمل السياسي في الولايات المتحدة قادما من عالم تجارة العقارات والترفيه ما يجعل سيرته الذاتية تتطلب تنقيحا مستفيضا مقارنة بسيرته حين كتبت في 2016 أو في 2020 فبعيدا عن امبراطورية الأعمال والتجارة وتلفزيون الواقع ولعبة الغولف ونشأته في منطقة كوينز بمدينة نيويورك والتي أسست كلها لشخصيته السابقة شكلت سنوات ترامب الأربع في البيت الأبيض منعطفا للحزب الجمهوري والسياسة الأميركية بشكل عام تكرس فيه الانقسام الحزبي والشعبي بعدها ظل ترامب حاضرا في المشهد رئيسا سابقا خسر أمام الديمقراطي جو بايدن في 2020 وعازما على الانتقام لتخيم رغبته في خوض السباق الرئاسي للمرة الثالثة على كل ما عداها من منافسات وذلك منذ اليوم الأول لخسارته في ذلك العام ما قضى أولا على أي إمكانية لبروز منافسين جمهوريين جديين وأضعف الرهان الديمقراطي على التعويل على أجندة حزبية غير التحذير من ترامب ولم تحل الملاحقات في الكونغرس بحقه حين كان رئيسا أو الملاحقات القضائية اللاحقة التي حاصرته والإدانة بتهم التحرش ودفع المال لممثلة إباحية والدعاوى ضده بمحاولة الانقلاب على الدستور أو الاحتفاظ بوثائق سرية دون معاودة دونالد ترامب التجربة والترشح مجددا للرئاسة وهو ما حاول حتى حزبه مقاومته بمرشحين آخرين تبخرت نجوميتهم المفترضة سريعا أمام سطوة الرئيس السابق ومنذ فوزه بالرئاسة في 2016 تعامل خصوم ترامب السياسيون في البلاد مع مجيئه إلى السلطة بـازدراء وهم لا يزالون على حالهم فيما أسس الرجل لأعداء له في الخارج وكارهين وأصدقاء بل حتى استنسخ أشباها له لدرجة التطبيع مع الوضع حيث يبدو تيار اليمين المتطرف أو الفاشية عالميا في ازدهار ويحلم الرئيس الجمهوري السابق بعد ثماني سنوات مليئة بالمتغيرات التي أرساها والانتكاسات أن يفضي اليوم الثلاثاء إلى عودته منتصرا إلى البيت الأبيض وسط تكهنات وسيناريوهات خطيرة بدأت ترسم لهذه العودة المحتملة أو حتى للخسارة التي لم يعترف بها قبل أربعة أعوام لدرجة أنه كان المحرض على اقتحام أنصاره الدموي للكونغرس الأميركي الأول في تاريخ البلاد قاعدة شعبية غاضبة لكن لا يبدو أن تشبث دونالد ترامب بالسلطة يأتي من فراغ فخلف الرجل قاعدة شعبية محافظة وصلبة وعتيقة في غضبها تمثل في الداخل نصف الأميركيين تقريبا الذين يرون أنفسهم أناسا عاديين يعلنون الحرب على الدولة العميقة والإعلام النمطي ووول ستريت والمهاجرين والملونين وأيضا الصين وروسيا والمناخ وكل ما يمنعهم بنظرهم من بلوغ الحلم الأميركي وتحمل السياسة الأميركية بعض المفارقات إذ بينما خسر ترامب جزءا بسيطا من شعبيته الجمهورية على مر السنوات الماضية وواجه انتقاد قياديين في الحزب إلا أن أي انشقاق عن الحزب لم يحصل بل شهد تطبيعا واندماجا متصاعدا للترامبيين والأخطر صاغه الديمقراطيون بأنفسهم في عهد ولاية جو بايدن التي حاصر نهايتها سؤال شهير مستعاد للرئيس الجمهوري الراحل رونالد ريغان طرحه قبل عقود حين نافس الرئيس الديمقراطي جيمي كارتر قائلا للأميركيين هل كنتم أفضل حالا خلال السنوات الأربع الماضية تبنى ترامب في حملته الانتخابية الثالثة سردية أكثر تطرفا ولهذا السبب سمح دونالد ترامب لنفسه في حملته الانتخابية الثالثة أن يذهب بعيدا في تبني السردية اليمينية المتطرفة مع مغازلة طارئة للفئات المترددة والساخطة من إدارة بايدن وتلك التي تريد معاقبتها لاعبا كذلك على خطاب ذكوري في منافسة كامالا هاريس واستغل ترامب إخفاق الإدارة الأميركية في كل الملفات تقريبا من الاقتصاد إلى الهجرة غير النظامية وصف المهاجرين بالحيوانات إلى الحروب المستعرة حول عالم مروجا نفسه رئيسا قادرا على إبرام السلام لكنه جاهز بمصطلحاته الحربية لـتحرير الولايات المتحدة المحتلة من قبل المهاجرين ويعتمد ترامب على سياسة اقتصادية خلال عهده قلصت نسبة التضخم وشهدت تحسينا للسياسة الضرائبية استفادت منها الطبقة الوسطى فيما لم يحد خلال حملته بعدما كان في عهده قد انسحب من معاهدات المناخ عن سياسة الجمهوري الداعمة لتعزيز استخراج النفط ويفهم ترامب جيدا لغة الشارع الذي يصوت له هو الشعبوي بامتياز ولا يوارب في مشاكسته مفاهيم الديمقراطية وحرية الرأي وحقوق الإنسان والتنوع الأميركي وهو على عكس تملق العام الأول من الحكم في 2017 أصبح أكثر ميلا للحديث عن ديكتاتورية منذ اليوم الأول إذا ما عاد إلى الحكم عازما على تنفيذ عملية ترحيل ضخمة للمهاجرين غير النظاميين بعدما كان سبق ذلك منعه في ولايته الأولى مواطنين من سبع بلدان غالبيتها من المسلمين من دخول البلاد لكن عنصرية ترامب المكشوفة لم تردعه عن محاولة إقناع الناخبين العرب والمسلمين في الولايات المتحدة وخصوصا في ولاية ميشيغين المتأرجحة والمهمة للفوز بالرئاسة بالتصويت له مستغلا سخط هؤلاء من سياسة بايدن في الشرق الأوسط التي أدخلت المنطقة في عام ثان من العدوان الإسرائيلي رغم أن ترامب نفسه كان عراب ما يعرف بصفقة القرن التي لم تمر في عهده وعنوانها الأساسي تصفية القضية الفلسطينية ترامب ذهب أبعد من ذلك في نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة والاعتراف بضم إسرائيل الجولان السوري المحتل ويستغل ترامب السخط الأميركي من تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا متعهدا بإنهائها في نهج يتبناه الحزب الجمهوري بابتعاد جذري عن الديمقراطيين في هذا الشق بالمرتبط بالعداء لروسيا ومن دون خشية من تفاقم نعته بصديق الديكتاتوريين حول العالم حين تقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال ولايته السابقة وتبادل عبارات الود مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون كما استعاد ترامب في حملته تعهدات مطابقة لنهجه خلال ولايته السابقة حيث السلام مرادف للازدهار الاقتصادي الذي يعد به الدول المطيعة لسياسات أميركا فيما الحروب تقوم بشكل أساسي على تكثيف العقوبات وقد ترتبط أي ولاية جديدة محتملة لترامب بمشروع لا يزال الرئيس السابق ينأى بنفسه عنه لكنه يعكس نموذجا لتفكيره وفريقه وقد يشكل مرحلة لا تقل خطورة عن ولايته الأولى التي اتسمت بالانكفاء الأميركي والانسحاب من اتفاقيات ومعاهدات دولية والتشكيك بأهمية حلف شمال الأطلسي وتحالفات أخرى تقودها الولايات المتحدة الحديث هنا هو عن مشروع 2025 الذي نسقته مؤسسة هيريتاج ويشكل خطة طريق لانتقال للسلطة في الولايات المتحدة تركز على إعادة هيكلة السلطات الفيدرالية وتركيزها في يد البيت الأبيض ومن أهداف المشروع تأمين الحدود وترحيل المهاجرين غير الشرعيين ودعم إنتاج الطاقة الأميركي وزيادة مساءلة المسؤولين الفيدراليين أمام الرئيس والكونغرس المنتخبين بالإضافة إلى نقل صلاحيات التعليم إلى الحكومات المحلية كما للمشروع رأي مناهض للإجهاض ويعتبر أنه من أكثر المشاريع محافظة وشارك في صياغته باحثون وأفراد من فريق ترامب في إبريل نيسان الماضي تساءلت مجلة تايم عن أي مدى قد يصل إليه ترامب إذا ما عاد للسلطة حينها أجاب الرئيس السابق بأنه يعتقد أنه كان لطيفا جدا في ولايته الأولى مضيفا أرى اليوم أني سأطلق النار وقد يعود ترامب فعلا بحلة أكثر شراسة حيث أكد أنه لن يهم إلى نجدة أي حليف وسيطرد كل من يعاكسه الرأي في الداخل وبينما تكثر الأقاويل عن شكل الولاية الثانية المحتملة للرئيس السابق السبعيني تكمن المشكلة في أنه نجح في إحداث بصمة متطرفة يصعب محوها وأصبح له تلامذة كثر سواء فاز أو خسر المعركة الحالية في شكل الولايات المتحدة التي يريدها تياره