عن دولة إيران و دويلات العرب
تداعيات الخارطة القومية أبرزها جرائم الصهاينة في فلسطين وحرب الإبادة التي تشن على أشقائنا في قطاع غزة، أكدت وأثبتت هذه الأحداث والتداعيات أن العرب لا (دولة) لديهم، بل (دويلات) مهترئة هي أشبه (ببازارات)، إذ يفتقد المشهد العربي لدولة ذات ثقل ووزن ومكانة وتأثير يمكن أن تكون حاضنة للمسار العربي الكلي وذات قدرة على التأثير بالأحداث الإقليمية والدولية، دولة تحظى بمكانة واحترام وتقدير من المجتمع الدولي والنظام الدولي، قادرة على التعامل الخلاق مع القضايا العربية بحيادية وبعيدا عن التعصب بل وفقا لقوانين والتشريعات الدولية.
دولة عربية ذات قدرة وتأثير، تحظي باحترام دول العالم لم نجدها لا في نطاق الأنظمة ( الملكية برجعيتها) أو في نطاق الأنظمة (الجمهورية بتقدميتها)، ففي النطاقين لم نرى دولة عربية ذات سيادة، بل نرى ونشاهد (دويلات) متناثرة أنظمتها فاقدة للسيادة والكرامة والقرار والموقف ولا تحظى باحترام أو تقدير أنظمة العالم.
فيما نر أن في إيران دولة ذات سيادة وقرار وموقف، ولها أهداف استراتيجية، ولديها مشروعها الحضاري، وتمتلك رؤية مستقبلية وتعمل جاهدة لتحقيقها، على طريق التقدم والنمو وتساهم في تحقيق الاستقرار للإقليم، والإسهام في إيجاد نظام دولي أكثر عدلا، وأكثر توازنا وإنصافا بعيدا عن الغطرسة والهيمنة وسياسة الارتهان والتبعية.
إن ثقافة (شيطنة إيران) واعتبارها ( البعبع) الذي يهدد الوجود العربي، هذه الثقافة هي ثقافة أمريكية _صهيونية استعمارية، تم الترويج لها من قبل أمريكا والصهاينة والعواصم الاستعمارية وتبنتها بعض (الدويلات) العربية، وبعض النخب العربية من مختلف المشارب السياسية والفكرية والإعلامية والاجتماعية ممن يدورن في فلك أمريكا والأنظمة المرتهنة لها، والمؤسف أن هذه الثقافة التي هدفها ( شيطنة إيران) وعزلها عن قضايا المنطقة، تؤكد حقيقة أن العرب ليس لديهم دولة بل (دويلات). لأن مثل هذه الثقافة تنتقص من كل الأنظمة العربية، وتمثل إهانة لهذه الأنظمة وليس انتقاصا من دور ومكانة (دولة إيران)، بل أن هذه الثقافة تعبر عن مدى انحطاط الأنظمة العربية الراهنة التي لا تقوى على العيش والحياة بدون وصاية أمريكا ورعاية الكيان الصهيوني ومساعدة عواصم الاستعمار القديم..؟!
إن
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على