دروس يمكن أن نتعلمها بقلم د أحمد قايد الصايدي

65 مشاهدة

سام برس
الواقع الماثل أمامنا في الوطن العربي وفي محيطه الإقليمي ، بكل ما فيه من آلام وبكل ما يمر به من مخاضات، يجعلنا نتوقف أمام الحالة الإيرانية الراهنة باهتمام كبير.
فهي حالة يتوجب علينا أن نتمعن فيها ونتعلم منها، سواءً اختلفنا معها أو اتفقنا. وليس من الصواب أن نقلل من أهمية تصديها للعدوان الصهيوني ، لا سيما إذا ما قارنا مستوى هذا التصدي بأوضاعنا وأحوال حكوماتنا المؤسفة.
وليس من الصواب أيضاً أن نبخس ما راكمته من عناصر القوة والاستعداد غير العادي وإدارة معركتها العسكرية والسياسية بكفاءة نفتقر إليها نحن.
وعلينا أن نسترشد بقوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوَّامين لله شهداءَ بالقسط ولا يجرمنَّكم شنآنُ قومٍ على ألَّا تعدلوا ، اعدلوا هو أقرب للتقوى ، واتَّقوا الله ، إن الله خبيرٌ بما تعملون). المائدة، آية 8.
لقد امتصت إيران الصدمة الأولى الناتجة عن الهجوم الصهيوني المباغت ، الذي مهدت له عملية تضليل وإيهام متقنة اضطلعت بها الإدارة الأمريكية. وبعد أن امتصت الصدمة ، انتقلت سريعاً إلى الهجوم المؤثر. بل إن المرشد الأعلى سارع إلى تفويض معظم صلاحياته للمجلس الأعلى للحرس الثوري ، بعد أن أطلق رئيس الولايات المتحدة الأمريكية تهديده العلني باغتياله.
هذا التفويض مع الترتيبات الأخرى والهيكليات المرنة التي تعمل بها الدولة الإيرانية، رغم ما تبدو عليه في شكلها العام من تعقيد، تمكِّن آلية الدولة كلها، بكل قطاعاتها المدنية والعسكرية والأمنية، من مواجهة أي أحداث مفاجئة، كاغتيال رأس الدولة ، واغتيال قادة الصف الأول في مختلف أجهزتها ، ولا سيما في الأجهزة الحساسة كالقوات المسلحة والأمن.
فعند وقوع مثل هذه الأحداث المفاجئة ، يتم نقل السلطات والصلاحيات فوراً إلى قيادات أخرى مؤهلة وجاهزة لاستلام مهامها الجديدة بسرعة وسلاسة ودون حدوث أي إرباك أو فوضى أو تباطؤ في الأداء. وعلى هذا النحو تستمر المقاومة ويستمر التصدي لأي عدوان خارجي، بنفس الوتيرة وبنفس القوة والكفاءة السابقة.
هذا واحد من الدروس التي يجب أن نتعلمها، وتتعلمها حكوماتنا على وجه الخصوص.

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع سام برس لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح