درعا مهد الثورة تتلاقى مع زحف الشمال

٤٣ مشاهدة
أعلنت فصائل المعارضة السورية فجر اليوم السبت سيطرتها على مدينة درعا جنوبي البلاد بعد التوصل إلى اتفاق مع الجيش السوري لتأمين انسحابه بشكل منظم فيما قال بيان لهذا الجيش إن قواته العاملة في درعا والسويداء قامت بعملية إعادة انتشار في المحافظتين ووفق مصادر المعارضة فإن مسؤولين أمنيين وعسكريين بارزين لدى النظام كانوا يخدمون في مدينة درعا حصلوا على ممر آمن إلى العاصمة دمشق كجزء من الاتفاق وذلك في إطار التنسيق مع عملية ردع العدوان التي بدأتها قبل أكثر من أسبوع فصائل المعارضة في الشمال السوري ووصلت إلى تخوم مدينة حمص وسط البلاد وتعد محافظة درعا مهد الثورة ضد النظام السوري حيث بدأت فيها الاحتجاجات في مارس آذار عام 2011 وذلك بعد احتجاجات شعبية مماثلة اندلعت آنذاك في كل من تونس ومصر وبعد ظهور الشعارات المناهضة للنظام على جدران المدارس في منطقة درعا البلد اعتقلت أجهزة النظام الأمنية العديد من الأطفال وعذبتهم ما تسبب في انفجار الغضب الشعبي الذي سيرسم مسارا جديدا لسورية كلها وكان المسجد العمري في درعا البلد هو قبلة المحتجين الذين واجهتهم قوات الأمن بالرصاص الحي لتعم بعد ذلك التظاهرات مجمل مدن وبلدات المحافظة قبل أن تتحول هذه التظاهرات إلى صدامات مسلحة مع قوات النظام وأجهزته الأمنية وتمتد سنوات عدة تمكنت خلالها فصائل المعارضة العاملة في الجنوب والمدعومة من غرفة عمليات الموك في الأردن بقيادة الولايات المتحدة من السيطرة على معظم مناطق المحافظة وتهديد العاصمة دمشق قبل أن يشن النظام بدعم روسي عملية عسكرية منتصف العام 2018 ويتمكن بالمواجهات العسكرية وباتفاقيات التسوية من إعادة فرض سيطرته على المحافظة غير أن هذه السيطرة لم تكن كاملة وحقيقية إذ قضت اتفاقات التسوية التي رعتها روسيا باحتفاظ مقاتلين محليين في العديد من المناطق بسلاحهم بينما منع على قوات النظام دخول مناطقهم واكتفت بنشر الحواجز على مداخلها وفي معرض محاولاته لإخضاع محافظة درعا لسيطرته بالكامل عمل النظام خلال السنوات الماضية على إشاعة الفوضى الأمنية في المحافظة عبر عمليات اغتيال وخطف منظمة تنسب إلى مجهولين بينما تقف خلفها في الحقيقة مجموعات محلية شكلها النظام للعمل في خدمته وبرز هنا دور كبير لرئيس فرع الأمن العسكري في المحافظة العميد لؤي العلي الذي تمكن من مغادرة المحافظة يوم أمس الجمعة مع مجموعة من الضباط العاملين معه بينما ترك عناصر النظام وحدهم في المحافظة وأعلنت المجموعات المحلية أنها أمنت انشقاقهم عن النظام بعد تجريدهم من سلاحهم لتطوى بذلك حقبة دموية في تاريخ المحافظة أسفرت وفق بيانات ناشطين محليين عن مقتل وإصابة آلاف الأشخاص فضلا عن تعمد سلطات النظام نشر كل أشكال الجريمة في المحافظة خاصة تعاطي المخدرات بعد أن حولت درعا إلى ممر لتهريبها إلى الأردن ومنه إلى دول الخليج العربي تتمتع محافظة درعا بموقع استراتيجي في جنوب سورية على سهل واسع تتخلله مرتفعات عدة وتمتد على مساحة تبلغ 3730 كيلومترا مربعا من حدود الأردن إلى ريف دمشق ومن القنيطرة والجولان إلى السويداء وبلغ عدد سكانها 1 127 مليون نسمة عام 2014 بقي منهم نحو 600 ألف في سورية بينما غادر البلاد أكثر من نصف مليون وفق تقديرات مختلفة وعلى غرار مناطق عدة في سورية عانت محافظة درعا قبل عام 2011 التهميش التنموي والاقتصادي إضافة إلى ضعف القطاعات الإنتاجية وحرمانها من مشروعات الاستثمار الكبيرة وتقييد معظم المشروعات بالموافقات الأمنية بذريعة المخاوف من الاختراقات الأمنية نظرا للوجود العسكري الكبير لقوات النظام في المحافظة بسبب قربها من الأراضي المحتلة وجبهة الجولان وهو ما دفع نسبة كبيرة من سكانها إلى الهجرة للعمل خاصة في منطقة الخليج العربي ومع هذا الإهمال الحكومي تراكمت عوامل الإحباط والاستياء لدى أبناء المحافظة من سياسات النظام السوري نتيجة شعورهم بالتهميش رغم حرص النظام باستمرار على استقطاب شخصيات من المحافظة وتعيينهم في مناصب عليا بالدولة لكن بفاعلية محدودة مثل نائب رئيس الجمهورية الحالي المفترض فاروق الشرع المغيب إعلاميا منذ سنوات ورئيس الحكومة الأسبق محمود الزعبي الذي قيل إن النظام قتله في مايو أيار عام ٢٠٠٠ ووزير الخارجية السابق فيصل المقداد تاريخيا قامت في سهل حوران الكثير من الحضارات بسبب خصوبة أراضيها وكان الرومان يعتمدون على حوران من أجل المحاصيل الزراعية وكانت تسمى في زمنهم مملكة إهراء روما وذلك لأرضها الخصبة ووفرة محاصيلها ويكاد لا يخلو مكان في المحافظة من الآثار التي تشهد على الحضارات الغابرة مثل قلعة بصرى ومدرجها ومدرج درعا الخاص بالموسيقى وآثار منطقة اللجاة التي تضم عشرات الكهوف والقلاع والأبراج والمسارح والمدافن إضافة الى كنيسة مار جاورجيوس في مدينة إزرع ومعبد الصنمين ومحطة القطار في الطيبة وقلعة المزيريب وقصور إنخل ومقام النبي أيوب في الشيخ سعد وآثار خبب وتل شهاب وتل الأشعري والمساجد العمرية المنتشرة في الكثير من المدن والبلدات وغيرها العشرات من المواقع كما ولد في مدينة جاسم الشاعر أبو تمام الطائي

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح