دراسة القلق والأرق يضعفان مناعة الشابات
أظهرت دراسة جديدة من المملكة العربية السعودية أن القلق والأرق، وهما من أكثر المشكلات النفسية انتشاراً بين الشباب اليوم، قد يؤثران بشكل مباشر في قدرة الجسم على مكافحة الأمراض. وتوضح الدراسة أن هذه الاضطرابات قد تخفِض مستويات الخلايا القاتلة الطبيعية (NK cells)، وهي خلايا مناعية تعمل خطَّ دفاعٍ أول ضد الفيروسات والخلايا المصابة، وتشبه في مهمتها الحارس الليلي الذي يمنع الخطر قبل أن يتوسع.
الدراسة، التي نُشرت في 10 ديسمبر/ كانون الأول الحالي في مجلة Frontiers in Immunology، هدفت إلى فهم ما إذا كانت المعاناة من القلق أو صعوبات النوم يمكن أن تنعكس على هذه الخلايا الحيوية، خصوصاً في ظل الارتفاع الملحوظ في معدلات القلق والأرق بين الشابات خلال السنوات الأخيرة.
وشملت الدراسة 60 طالبة تراوح أعمارهن بين 17 و23 عاماً، ووجد الباحثون أن 53% من المشاركات يعانين مشكلات في النوم تشبه الأرق، بينما أبلغت 75% منهن عن أعراض قلق بدرجات متفاوتة. ولا تبدو هذه الأرقام مفاجئة، إذ تشير تقارير عالمية إلى انتشار القلق واضطرابات النوم بين الشباب على نحو غير مسبوق مقارنة بما كان عليه الوضع قبل عقد من الزمن.
وتوضح المؤلفة الرئيسية للدراسة، رناد الحموي، أستاذة المناعة والعلاجات المناعية في جامعة طيبة السعودية، أنه بعد الإجابة عن الاستبيانات، جرى فحص عينات الدم لقياس مستويات هذه الخلايا التي يعتمد عليها الجهاز المناعي في الاستجابة السريعة للأخطار. وتنقسم الخلايا القاتلة الطبيعية إلى نوعين رئيسيين: خلايا تتمثل وظيفتها الأساسية في قتل الخلايا المصابة مباشرة، وخلايا أخرى أقل عدداً، لكنها مسؤولة عن تنظيم الإشارات المناعية وإفراز بروتينات توجه عمل بقية خلايا المناعة.
وأظهرت النتائج أن الطالبات اللواتي يعانين القلق لديهن مستويات أقل من الخلايا القاتلة الطبيعية مقارنة بالطالبات اللواتي لا يعانين أي أعراض. ولم يقتصر الأمر على ذلك، إذ كلما زادت شدة القلق انخفضت مستويات هذه الخلايا بشكل أكبر، ما يضع جهاز المناعة في حالة أكثر هشاشة.
أما الطالبات اللواتي يعانين الأرق، فقد سُجّل لديهن أيضاً انخفاض في الخلايا القاتلة
ارسال الخبر الى: