خطر الوجود الغربي

٤٧ مشاهدة
مشاكل المنطقة كل يوم في ازدياد. الباحث في أحوال المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط يجد أنها خرجت من الاستعمار التقليدي لنوع جديد من السيطرة والهيمنة الغربية على المنطقة.. هذه الهيمنة والسيطرة أسوأ وأخطر بكثير من الاستعمار الغربي القديم؛ الذي غرس الاستعمار الاستيطاني في قلب الوطن العربي فلسطين. لقد تنوّعت وتشكّلت وتلونت الوسائل والأساليب والأدوات التي استخدمتها الآلة الاستعمارية الهمجية الحديثة، ليس في منطقتنا وحسب بل في أفريقيا وآسيا وغيرها من دولٍ ما زالت في كنف القوى الاستعمارية الحديثة بقيادة واشنطن.
هذا المقال لا يهدف إلى صبِّ اللوم واللعنات على أمريكا أو صنيعتها إسرائيل أو على قوى إقليمية في المنطقة؛ لأن ذلك لن يفيد شيئاً، فهو مجرد تنفيس للغضب الذي يسكن في النفوس. لقد مارس العرب الصراخ والشجب وغير ذلك من أفعال كانت كلها تصب في خانة البكاء والعويل والشكوى من الخونة والعملاء والمؤامرات والدسائس. المنطقة في حاجة ماسة لمعرفة الداء كخطوة أولى ثم ماهو الدواء كخطوة ثانية وبعدها كطفل تتعدد خطواته للسير في الحياة.
الداء الذي تعاني منه المنطقة أبعد خطراً وأعظم جللاً من أن يختزل في الكيان الصهيوني أو في ما زرعه الغرب في المنطقة من قوى إقليمية، وإن كانت تبدو حالياً أنها تخرج من سيطرة الغرب عليها. الداء أعظم خطراً لأنه كالسرطان ينمو في كل جسد الأمة ويتغول على العقل العربي وعلى مفاهيمه وقيمه. العقل العربي الذي يريد نقل الحضارة والثقافة الغربية والحداثة ومحاكاتها بدون بصيرة أو رؤية. ونظراً لأن الموضوع كثير التشعب والتداخل والتفرع والأسباب والمسببات، وحتى لا تختلط الأمور سوف نحدد أهم النقاط؛ لأن أبعاد المشكلة تحتاج إلى مساهمة المفكرين والباحثين كل حسب اختصاصاته.إن الضرر الذي لحق بالأمة من هذه السيطرة والهيمنة الغربية أصاب كل جسد الأمة؛ فكرها، اقتصادها، أدبها، علومها، مفاهيمها، مصطلحاتها ومنهجها العلمي والتربوي وباختصار كل كيانها. السموم منتشرة في كل مكان بدءاً من التاريخ البشري إلى العلوم وأساليب البحث العلمي والإعلام والمفاهيم كالديموقراطية والعدالة والإنسانية، السموم منتشرة في كل شيء الماء والهواء والدواء

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع عكاظ لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح