خطر الوجود الغربي
٤٧ مشاهدة
هذا المقال لا يهدف إلى صبِّ اللوم واللعنات على أمريكا أو صنيعتها إسرائيل أو على قوى إقليمية في المنطقة؛ لأن ذلك لن يفيد شيئاً، فهو مجرد تنفيس للغضب الذي يسكن في النفوس. لقد مارس العرب الصراخ والشجب وغير ذلك من أفعال كانت كلها تصب في خانة البكاء والعويل والشكوى من الخونة والعملاء والمؤامرات والدسائس. المنطقة في حاجة ماسة لمعرفة الداء كخطوة أولى ثم ماهو الدواء كخطوة ثانية وبعدها كطفل تتعدد خطواته للسير في الحياة.
الداء الذي تعاني منه المنطقة أبعد خطراً وأعظم جللاً من أن يختزل في الكيان الصهيوني أو في ما زرعه الغرب في المنطقة من قوى إقليمية، وإن كانت تبدو حالياً أنها تخرج من سيطرة الغرب عليها. الداء أعظم خطراً لأنه كالسرطان ينمو في كل جسد الأمة ويتغول على العقل العربي وعلى مفاهيمه وقيمه. العقل العربي الذي يريد نقل الحضارة والثقافة الغربية والحداثة ومحاكاتها بدون بصيرة أو رؤية. ونظراً لأن الموضوع كثير التشعب والتداخل والتفرع والأسباب والمسببات، وحتى لا تختلط الأمور سوف نحدد أهم النقاط؛ لأن أبعاد المشكلة تحتاج إلى مساهمة المفكرين والباحثين كل حسب اختصاصاته.إن الضرر الذي لحق بالأمة من هذه السيطرة والهيمنة الغربية أصاب كل جسد الأمة؛ فكرها، اقتصادها، أدبها، علومها، مفاهيمها، مصطلحاتها ومنهجها العلمي والتربوي وباختصار كل كيانها. السموم منتشرة في كل مكان بدءاً من التاريخ البشري إلى العلوم وأساليب البحث العلمي والإعلام والمفاهيم كالديموقراطية والعدالة والإنسانية، السموم منتشرة في كل شيء الماء والهواء والدواء
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على