خطة ترامب الثانية لطبخ الشرق الأوسط على مهل

51 مشاهدة

| د. ميساء المصري

نترقب، نشاهد، وننتظر ، في هذا الركن الكوني العجيب، حيث تتحول القضايا المصيرية إلى فقرات ترفيهية في نشرة التاسعة، وتصبح المجازر مجرد خلفية صوتية لخطة سلام جديدة، بعد خروج دونالد ترامب نزيل البيت الأبيض العائد من تقاعده القصير كأنه كان في إجازة صيفية و فاجئ العالم بخطة سلام جديدة في غزة، قبل أن يلتفت، بحركة دراماتيكية محسوبة، نحو العرب ويهمس في آذانهم ، والآن دوركم.

ترامب، الذي لا يفرّق بين بيت لحم وبيتزا هت، ولا بين حق العودة وحق الحجز في ملاعب الغولف المفضلة لديه، جاء إلى منطقتنا كأنه بائع متجول يعرض بضاعته ،تفضلوا ، خطة سلام، صفقة إعمار، قمة شرم الشيخ، وهدنة مكتوبة على ورق كرتون ملوّن. وبينما يُرفع العلم الأبيض فوق غزة، يُرفع العلم الأزرق في العواصم العربية، إيذانًا بجولة جديدة من مرحلة التطبيع السلس أو ما يُعرف سياسيًا بـغسيل دماء بصفقات اقتصادية وغيرها.

المفارقة الساخرة أن ترامب لم يُخفِ نواياه هذه المرة. قالها جهارًا، بصوته الإستعراضي المعروف الذي يشبه مزيجًا من صوت بوق مكسور وصراخ في مؤتمر عقاري(هذا هو الوقت المناسب لإعادة تشكيل المنطقة، بطريقة جميلة جدًا، لم يحدث مثلها من قبل. سيكون هناك سلام، وفرص عمل، وربما منتجعات في غزة. منتجعات جميلة جدًا ) نعم ..منتجعات؟ في غزة؟ نعم. لا عجب، فالرجل يرى في كل أرض مدمّرة فرصة لبناء كازينو.

لكن ما لم يُعلن رسميًا بعد، وإن كان يُطبخ على نار سياسية هادئة، هو ما يُمكن تسميته بكل سخرية العالم بـخطة ما بعد سلام غزة، أو كما يحب المستشارون في طاقم ترامب تسميتها داخليًا(التطبيع بلس +)،و الخطة ببساطة تقول، إذا كنّا قد طبعنا مع الإمارات والبحرين والمغرب في موسم صفقة القرن، فلماذا لا نطلق (صفقة القرن 2) وتشمل بقية القائمة؟ (السودان؟ في الجيب). و (الجزائر؟ قيد التسخين). و (العراق؟ ننتظر اللحظة المناسبة). و لبنان؟ نحتاج فقط إلى أن نغيّر قناة البث.

المنطق الذي يحكم هذه الجولة الثانية من التطبيع ليس منطق المصالح

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع الخبر اليمني لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح