عن خطاب الكراهية والسلم الأهلي

32 مشاهدة

حدّدت منظّمة الأمم المتحدة، عام 2021، يوم 18 يونيو/ حزيران يوماً عالميّاً لمكافحة خطاب الكراهية المتنامي والمتفشّي كوباء فتّاك، إلى درجة إقلاق العالم، وذلك بهدف تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات ونشر التسامح. يرمي هذا الخطاب إلى تهجّمٍ أو تمييزٍ ضدّ أفراد وجماعات على أساس هويّاتهم الدينيّة أو العرقيّة أو الجندريّة. ويظهر لأسباب عديدة سياسيّة، اقتصاديّة، اجتماعيّة. وينتشر بكثافة في مناطق النزاع والحروب، وفي البلدان التي يغيب فيها القانون والعدالة. ومن تبعاته المدمّرة: تدمير السلام وعمليّة التنمية، التضليل وطمس الحقائق، تكريس العنف والتمييز، ازدياد الانقسامات والتشرذم المجتمعيّ، تمزّق الهويّة الوطنيّة، وغياب الديمقراطيّة.
ويعدّ خطاب الكراهية، كما اتُّفق تمهيداً للجرائم الفظيعة، بما في ذلك الإبادة الجماعيّة. وعلى أنّه، سلاح في يد الدول لتحقيق مآرب سياسيّة. خطاب مدمّر طاحن، مثل حجريّ رحى حبوبها الشعوب؛ الناس الأبرياء. وقد شهدنا في الأمس غير البعيد مجازر شنيعة حدثت في البوسنة والهرسك، في راوندا، في ميانمار، وفي فلسطين المحتلّة منذ عقود وليس آخرها الإبادة في غزّة، ولا نغفل المجازر المرتكبة في سوريّة في العهدين؛ الساقط والقائم حاليّاً. ومع التقدّم التكنولوجيّ، وانتشار وسائط التواصل الاجتماعيّ والذكاء الصنعيّ، توسّع انتشار هذا الخطاب واشتدّ سعاره القاتل، الأمر الذي نشهده يوميّاً، تحت شعار حريّة التعبير. فيجد المتلقّي الذي لا حول ولا قوّة له، يجد نفسه مكبّلاً وسط أدغال وأحراش ووحوش مخيفة، لا فكاك من تأثيرها السامّ. يحدُث مثل هذا في سوريّة اليوم. وبعيداً عن المقارنة بين سلطتي الأمس واليوم، نجد أنّ مياهنا الحمراء مستمرّة في جريانها إلى درجة أنّها أوشكت على رسم خطوط تقسّمنا، نحن السوريّين، حدوداً لجغرافيا نجهلها وبشدّة نرفضها. وما اختلف أنّ ما سمّي شهداء الأمس باتوا قتلى اليوم، وأسماء قتلى الأمس، اليوم شهداء. حسناً، وماذا عن يوم غدٍ؟ وماذا عن سوريّة الضحيّة، القتيلة، الشهيدة، الأمس واليوم؟
ما تشهده سوريّة حاليّاً ظاهرة لا سابق لها من حيث الانتشار والمضامين المدمّرة للشعب والبلاد، ظاهرة خطاب الكراهية. في المقابل، نشهد أخيراً نشاطات مناهضة تسعى إلى مكافحة هذا الخطاب الآثم، لرأب الشرخ

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح