صدمة خصخصة مباني القاهرة التاريخية مجمع التحرير بيت أشباح

٨٥ مشاهدة
في نكسة لخطة خصخصة واسعة النطاق في مصر تلقى مشروع تحويل مباني الوزارات والجهات السيادية والخدمية بوسط العاصمة المصرية القاهرة إلى فنادق ومكاتب تجارية وإدارية خاصة أول صدمة فقد أزاحت الحكومة الأسبوع الماضي معدات تحالف مستثمرين إماراتيين وأميركيين من ساحة مبنى مجمع التحرير وسط القاهرة بعد تعثر التحالف في تحويل مبني المجمع التاريخي إلى فندق ضخم يضم 500 غرفة وجناحا فندقيا ووفق مصادر فقد أزال صندوق الثروة السيادي المصري المسؤول عن إدارة أصول الدولة لافتات تحالف المستثمرين المعلقة منذ عامين تتضمن أسماء التحالف ومستشاري المشروع وعلق بدلا منها لافتات جديدة بارتفاع جانبي المبني الشاهق وسط العاصمة باللغة الإنكليزية تقول بداية جديدة وأكدت مصادر مطلعة باتحاد الغرف السياحية والفندقية على برنامج الحكومة لتطوير وبيع الأصول المملوكة للدولة للقطاع الخاص بمعنى آخر خصخصة أصول تمتلكها الدولة أن الحكومة قررت إنهاء عقد إسناد تطوير وإدارة مجمع التحرير لتحالف المستثمرين بعد توقفهم عن العمل منذ منتصف العام الماضي 2023 خلافات بين المستثمرين والحكومة المصرية أشارت المصادر التي رفضت ذكر هويتها إلى نشوب خلافات بين المستثمرين الإماراتيين والأميركيين والحكومة المصرية في سياق خصخصة بعض المرافق وخصوصا بشأن طلب اقتطاع جزء من ميدان التحرير وموقف السيارات المجاور للفندق لضمهما إلى مشروع تطوير الفندق مبينة عدم قدرة الحكومة على تلبية احتياجات المستثمرين لصعوبات فنية وأمنية فقد عرضت الحكومة على تحالف المستثمرين تحويل الفندق إلى مجمع سكني للشقق الفندقية لتقليل عدد الأفراد المترددين على الفندق المزمع إنشاؤه الأمر الذي تعارض مع دراسات الجدوى الفنية والمالية للمجمع وفقا لدراسات اتحاد المستثمرين وتسببت الخلافات في توقف كافة الأعمال بموقع المشروع وانسحاب موظفي تحالف المستثمرين خلال الأيام الماضية بعد إسناد تأمين المبنى لإحدى شركات الأمن التابعة لجهة سيادية وعلى خط انتكاسة مسار خصخصة بعض الأنشطة العامة رصد العربي الجديد حالة السكون في الموقع يقطعها ضجيج سير المشاة نهارا على أرصفة المجمع وأضواء الميدان الخافتة ليلا بينما تحول المبنى الأيقوني إلى بيت أشباح بعد إخلائه من كافة المكاتب الحكومية والموظفين وعمال البناء والتشييد وأكدت المصادر أن الخلاف بين الصندوق السيادي المصري واتحاد المستثمرين أحيل للتحكيم لتقدير قيمة النفقات التي دفعها المستثمرون والتوصل إلى اتفاق لرد الأموال التي سحبت من البنوك المحلية على ذمة مشروع التطوير والتي فاقت 350 مليون جنيه فندق ضخم في رمز البيروقراطية المصرية وقد وقع الصندوق السيادي اتفاقية شراكة مع التحالف الإماراتي الأميركي كايرو هاوس في ديسمبر كانون الأول 2021 لتحويل مبنى المجمع أيقونة ميدان التحرير ورمز البيروقراطية المصرية منذ عام 1951 إلى فندق ضخم وبدأ العمل بالمشروع مطلع أغسطس آب 2022 عبر تحالف مستثمري كايرو هاوس ومجموعتي الاستثمار والتنمية الأميركية غلوبال فنتشرز غروب Global Venture Group وأكسفورد كابيتال والعتيبة للاستثمارات الإماراتية على أن تعمل شركة اتحاد المقاولين اللبنانية CCC مقاولا عاما للمشروع و وقدر الصندوق السيادي قيمة العقد بـ 200 مليون دولار مشيرا إلى أن تحالف المستثمرين سيتولى إعادة تأهيل وتطوير المجمع ليصبح فندقا فاخرا بمستوى سبع نجوم دون تحديد المخصصات التي ستدفعها للدولة مقابل العقد ومدة سريانه ويتضمن الاتفاق تحويل مجمع التحرير المؤلف من 14 طابقا إلى فندق فاخر يضم 450 غرفة فندقية و50 جناحا يشتمل أعلاه على أكبر مساحة مسطح فندقي وحمام سباحة ومطاعم ومناطق ترفيه بوسط القاهرة باسم كايرو هاوس خلال 31 شهرا على أن تنتهي كافة الأعمال خلال تلك المدة لبدء تشغيل الفندق بنهاية العام الجاري 2024 خطة محدثة لميدان التحرير طلب اتحاد المستثمرين الكونسرتيوم الأميركي الإماراتي الحصول على جزء من ميدان التحرير لبناء شكل هرمي في واجهة المجمع وتوظيفه معماريا ضمن الرؤية البصرية المكملة للمسلة الفرعونية والمحاطة بأربعة أسود جلبتها الحكومة من طريق الكباش بالأقصر عاصمة الدولة الفرعونية القديمة طيبة لنصبها بوسط ميدان التحرير وقدم اتحاد المستثمرين خطة محدثة للميدان تتضمن السيطرة على جزء منه وضمه للمشروع في إطار خصخصة الموقع وإقامة حواجز تحول دون مرور المواطنين وحركة المشاة المتجهة إلى محطة مترو الأنفاق وميدان التحرير نهائيا وإزالة أبراج الاتصال التابعة لوزارتي الداخلية والاتصالات من أعلى المبنى لبناء حمام سباحة وصالات استقبال أعلى المبنى تطل على المتحف المصري وميدان التحرير ونيل القاهرة وطلب اتحاد المستثمرين ضم موقف السيارات متعدد الطوابق تحت سطح الأرض بسعة 1200 سيارة شمال مسجد عمر مكرم وعلى مسافة أمتار من المجمع المملوك لمحافظة القاهرة ليخصص لخدمة عملاء فندق كايرو هاوس دون غيرهم لكن اصطدم طلب المستثمرين بتوقيع الحكومة عقد إدارة وتشغيل موقف السيارات لصالح شركة ترافيك المملوكة لوزارة الداخلية والتي تحتكر إدارة مواقف السيارات بميدان التحرير ومناطق حيوية بالعاصمة لمدة 25 عاما ووافق المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية العمرانية في يوليو تموز 2023 برئاسة رئيس الوزراء على طلب صندوق مصر السيادي بتغيير الاستخدام الكامل لمبني مجمع التحرير ليصبح فندقا ضمن خطة شاملة تستهدف إعادة استخدام مباني الوزارات والإدارات الحكومية وسط العاصمة وتخطيط المناطق المحيطة والمتصلة بها بهدف عرض أصول مملوكة للدولة للبيع للمستثمرين المصريين والأجانب من بينها مبنى مجمع التحرير ووزارة الداخلية وخمسة أصول أخرى مملوكة للدولة نقلت ملكيتها بالكامل لصندوق الثروة السيادي وألغى قرار رئاسي صدر 2020 حالة المنفعة العامة عن المباني المطروحة للبيع والإدارة للقطاع الخاص في إطار خصخصة أنشطة محددة لنقل الملكية لصالح الصندوق السيادي الذي أنشأته الحكومة عام 2018 بهدف إدارة ونقل ملكية الأصول العامة وتحصين عمليات البيع من الطعن أمام القضاء وأن تظل بعيدة عن الرقابة البرلمانية والشعبية والحيلولة دون الطعن في عقود بيع الشركات والمباني والأصول العامة للمستثمرين أمام المحكمة الدستورية العليا يقدر الصندوق السيادي قيمة الأصول التي تملكها حتى يوليو 2023 بنحو 12 مليار دولار وأفصحت هالة السعيد وزيرة التخطيط والرئيس التنفيذي للصندوق السيادي عن خطة جديدة لاستغلال أراض ومبان تابعة لــ 13 وزارة سيادية وخدمية أزيلت عنها صفة النفع العام بقرار جمهوري رقم 13 لسنة 2024 تشمل مقار وزارات الخارجية والعدل والمالية والصحة والسكان والتربية والتعليم والنقل والسياحة والآثار والتنمية المحلية والتموين والإنتاج الحربي والإسكان والتضامن الاجتماعي والصناعة قالت الوزيرة في تصريحات صحافية إن مجموعة كبيرة من مقار الوزارات ستحول إلى غرف فندقية عبر شراكة مع القطاع الخاص وقالت الوزيرة إن البنك الدولي طلب من الحكومة تشكيل كيان جديد مغاير للصندوق السيادي تسند إليه ملكية الشركات والأصول العامة التي ستطرح على القطاع الخاص ضمن برنامج وثيقة ملكية الدولة منوهة إلى دراسة الحكومة لمطالب البنك اعتبر أيمن سليمان المدير التنفيذي للصندوق السيادي أن تحويل مبنى مجمع التحرير إلى فندق يأتي في إطار خطة مستهدفة من الحكومة لإنشاء 2600 غرفة فندقية وتطوير 15 ألف متر مربع من المساحات الخضراء ضمن خطة عامة لمضاعفة الطاقة الفندقية خلال خمسة أعوام بهدف زيادة عدد السائحين إلى 30 مليونا بدلا من 16 مليونا حاليا لا تتوافر لهم سوى 216 ألف غرفة فندقية بأنحاء البلاد أسباب فشل خصخصة مشاريع في مصر هذا ويدفع أستاذ الاقتصاد بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا علي الإدريسي بعدم مسؤولية تحالف المستثمرين عن فشل خطط تطوير مجمع التحرير خلال الفترة الماضية مؤكدا أن بيروقراطية الجهاز الحكومي ووجود أكثر من سعر صرف للدولار في الأسواق ساهما في تباطؤ بيع الأصول العامة وتنفيذ أغلب المشروعات المسندة للقطاع الخاص خلال عامي 2022 2023 أفصحت هالة السعيد وزيرة التخطيط والرئيس التنفيذي للصندوق السيادي عن خطة جديدة لاستغلال أراض ومبان تابعة لــ 13 وزارة سيادية وخدمية وأشار الإدريسي إلى أن توحيد سعر الصرف والتزام الدولة بتدبير الدولار للراغبين في شراء مستلزمات الإنتاج من الخارج عبر البنوك الرسمية سيساهمان في التزام المستثمرين بالعقود المبرمة مع الحكومة وتدفق المزيد منهم مبينا أن الحكومة ستكون المستفيد الأول من جراء تشغيل هذه المشروعات في ظل حاجتها الماسة إلى رفع حصتها من النقد الأجنبي وتدوير عجلة الاقتصاد المستمر في الركود منذ ثلاثة أعوام وباعت الحكومة حصصا في شركات عامة بقيمة 1 5 مليار دولار خلال الفترة من يوليو تموز 2023 يناير كانون الثاني 2024 مستهدفة زيادة الاحتياطي الأجنبي الصافي للسنة المالية الجارية بقيمة 6 2 مليارات دولار وتسعى إلى بيع المزيد من الأصول خلال العام المالي المقبل 2024 2025 بقيمة 1 5 مليار دولار لسد فجوة العجز بين الصادرات والواردات مواكبة لرد 19 مليار دولار من الودائع العربية في البنك المركزي وتراكم النقص في النقد الأجنبي وزيادة الديون المحلية والدولية وبقاء معدل التضخم عند مستوى رقمين ويتوقع صندوق النقد الدولي أن تحصل مصر على 639 مليون دولار من بيع محطتي توليد الطاقة من الرياح بجبل الزيت ومحطة تحلية مياه الزعفرانة بالبحر الأحمر بحلول يوليو المقبل يعتبر صندوق النقد لجوء مصر إلى بيع أرض مدينة رأس الحكمة للإمارات بقيمة 35 مليار دولار وتخفيض الجنيه بنسبة 40 في مارس آذار الماضي والاستمرار في سياسة التشدد النقدي والمالي خطوات صعبة ولكنها حاسمة لمواجهة تحديات الاقتصاد الكلي شهد مجمع التحرير اندلاع كافة الثورات العسكرية والشعبية في العصر الحديث بداية من حركة الضباط الأحرار عام 1952 التي جاءت بعد عام من افتتاح المبنى كمقر للبيروقراطية الحكومية التي مثلث كافة الوزارة المعنية بشؤون الخدمات الحكومية خلال سنوات طويلة من الإهمال بداخل المبنى أعيد تطوير الميدان عدة مرات أزيل خلاله تمثال الخديوي إسماعيل مؤسس القاهرة الحديثة خلال الفترة من 1863 1879 وأزاح دخول مترو الانفاق كل معالم الميدان التاريخي ليعاد تطويره عدة مرات جاء آخرها عام 2020 حيث بدأت الحكومة في تهجير الموظفين بداخله إلى مكاتب بديلة بالعاصمة مستهدفة تحويل جزء منه إلى فندق ومكتبة عامة ومركز للحكومة الإلكترونية

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح