خريطة استثمارية أميركية خليجية صفقات ضخمة تزيد الترابط الاقتصادي
28 مشاهدة
ترسم جولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الخليج خريطة استثمارية جديدة تقوم على مشاريع ضخمة تجعل من الترابط الاقتصادي مع الولايات المتحدة الأميركية متشابكا وطويل الأمد فقد صرح ترامب في أكثر من مناسبة عن هدفه من توطيد العلاقات مع عدد من الدول الخليجية في يناير كانون الثاني من عام 2025 أعلن أنه يسعى لاستثمارات بقيمة تريليون دولار من المملكة العربية السعودية رافعا المبلغ الذي حدده ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في منتدى دافوس الأخير عند 600 مليار دولار ومن المتوقع أن تدور المشاريع حول قطاعات الطاقة والدفاع والبنية التحتية التكنولوجية خاصة في ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي إضافة إلى اتفاقات محتملة في قطاع الطاقة النووية المدنية حسبما أورد تقدير نشره موقع معهد واشنطن مشيرا إلى أن صفقات كهذه تمثل محورا مهما ضمن رؤية السعودية 2030 كذلك أعلن البيت الأبيض في مارس آذار الماضي التزام الإمارات بإطار استثماري جديد يمتد لعشر سنوات بقيمة 1 4 تريليون دولار داخل الولايات المتحدة جاء ذلك عقب لقاء جمع ترامب ومستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان في المكتب البيضاوي ووفق بلومبيرغ يأتي الالتزام الاستثماري الضخم للإمارات بينما تسعى إلى شراء رقائق إلكترونية متطورة من شركات مثل إنفيديا Nvidia لتعزيز مكانتها مركزا إقليميا للذكاء الاصطناعي ويختتم ترامب جولته الخليجية في قطر حيث تعتزم الدوحة تقديم طائرة بوينغ 747 8 بقيمة 400 مليون دولار كهدية للولايات المتحدة حيث يستخدمها ترامب حتى نهاية ولايته على أن تنقل لاحقا إلى مكتبة ترامب الرئاسية وقد لفتت الدوحة إلى استثمارات بمليارات الدولارات مع أميركا ضمنها مشاريع عقارية وصفقة محتملة بقيمة 30 مليار دولار مع بوينغ لشراء 100 طائرة للخطوط الجوية القطرية وسلطت مراكز الأبحاث الأميركية الضوء على البعد الاقتصادي لجولة ترامب الخليجية مع اتفاق في تقديراتها على أن هذا البعد يتجاوز مجرد توقيع صفقات ضخمة ليشمل فرصا واعدة لرواد الأعمال الصغار والمتوسطين في المنطقة وتشكيل خريطة طريق استثمارية بمواجهة روسيا والصين خريطة استثمارية فالجولة تأتي في سياق سعي ترامب لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع دول الخليج بما يدعم جهود تنويع اقتصاديات دول مجلس التعاون بعيدا عن النفط من المتوقع أن تثمر عن صفقات استثمارية ضخمة وبالنسبة لرواد الأعمال الصغار والمتوسطين يشير تقرير نشرته منصة Startup Scene المتخصصة في تغطية أخبار ريادة الأعمال والابتكار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى أن قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في دول الخليج يشهد نموا متسارعا مع توقعات توظيف 22 مليون شخص وهو ما لا يمكن إغفاله من الحصيلة الاقتصادية لزيارة ترامب ويهدف هذا النمو إلى رفع مساهمة هذه المؤسسات في الناتج المحلي من 20 إلى 35 في السعودية ومن 60 إلى 70 في الإمارات ما يفتح آفاقا استثمارية واسعة في قطاعات متنوعة مثل التكنولوجيا والخدمات المالية والطاقة المتجددة والتجارة الإلكترونية بحسب التقرير ذاته وفي هذا الإطار يشير عميد كلية إدارة الأعمال بالجامعة الأميركية للتكنولوجيا في لبنان بيار الخوري لـ العربي الجديد إلى أن زيارة دونالد ترامب إلى الخليج رغم طابعها الدبلوماسي الظاهري تحمل خلفيات أعمق تتداخل فيها السياسة بالاقتصاد فالجولة تأتي في توقيت حساس إذ يتصاعد التنافس الجيوسياسي بين القوى العالمية وتزداد الحاجة لدى دول الخليج لتنويع شراكاتها الاستراتيجية وجذب استثمارات نوعية وهو ما يجعل الزيارة فرصة لتعزيز هذا التوجه ويوضح الخوري أن أهداف الزيارة لا تقتصر على صفقات دفاعية أو تأكيد التحالفات التقليدية بل تمتد إلى محاولة إعادة تعريف النفوذ الأميركي في المنطقة من خلال بوابة الاقتصاد خاصة بعد أن فقدت واشنطن بعض مكتسباتها السابقة لصالح الصين وروسيا ويتوقع الخوري الإعلان عن مشاريع استراتيجية في البنية التحتية والدفاع والطاقة خلال زيارة ترامب ويرجح أن تشهد الفترة المقبلة زخما في توقيع مذكرات التفاهم والاستثمارات المشتركة خصوصا في مجالات التكنولوجيا المتقدمة التي تخدم التحول الرقمي والسيادة السيبرانية مشاريع المدن الذكية إلى جانب ذلك يتوقع الخوري أن تفتح الزيارة نافذة جديدة أمام شركات المقاولات الأميركية حيث يتوقع أن تشارك بشكل لافت في مشاريع المدن الذكية ومشاريع الربط الإقليمي ويؤكد الخوري أن الأهم من قيمة الصفقات الفردية هو المزاج الاستثماري الذي تخلقه مثل هذه الزيارات فالتأييد الرسمي والتغطية الإعلامية الواسعة يعيدان ضخ الثقة في الأسواق المحلية ويحفزان القطاعات التي تنتظر شراكات عالمية لدفع مشاريعها إلى الأمام لافتا إلى أن رواد الأعمال يعيشون لحظة حساسة يجب أن يستفيدوا منها عبر التمركز حول قطاعات ستكون في صلب الزخم القادم مثل الطاقة المتجددة التي أصبحت محورا استراتيجيا في الرؤى الخليجية لما بعد النفط وفي قطاع الأمن السيبراني يرى الخبير أن الزيارة تعد رسالة واضحة نحو توسيع التعاون في الدفاع الرقمي وهو ما سيدفع الحكومات الخليجية إلى زيادة إنفاقها في هذا المجال ما يتيح فرصا للشركات المحلية الناشئة للانخراط في سلاسل التوريد كمقاولين من الباطن أو لتقديم حلول متخصصة في الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات كذلك في مجال التكنولوجيا المالية يلاحظ الخوري أن التركيز سيتزايد على حلول الدفع الإلكتروني والتنظيمات المرنة لجذب الشركات الأميركية العاملة في Web3 وهو ما يخلق منافذ جديدة أمام المبتكرين المحليين للتعاون وتطوير حلول مبتكرة ورغم هذا الزخم الاقتصادي لزيارة ترامب يلفت الخوري إلى أن المستثمرين الصغار يواجهون تحديات حقيقية أولها هيمنة الشركات الكبرى على الشراكات الحكومية المباشرة ما يقلل فرصهم في النفاذ إلى المشاريع الكبيرة فضلا عن معاناة بعض الأطر التنظيمية في بعض الدول الخليجية من بطء الإجراءات أو غموض السياسات في مجالات ناشئة مثل العملات الرقمية والتكنولوجيا العميقة وهنا يرى الخوري أن الفرص الاستثمارية ليست مرتبطة بالحجم بقدر ارتباطها بالتفكير الذكي إذ يمكن للمستثمرين الصغار أن يستفيدوا من الشراكة مع جهات محلية قائمة أو من الانضمام إلى حاضنات الابتكار والمناطق الحرة المتخصصة التي تمثل مدخلا عمليا للاستفادة من الموجة الاستثمارية المقبلة