عاجل عدن تغرق في أزمة وقود خانقة انخفاض المواصلات 70 ومواطنون ينامون في طوابير الغاز

في تطور مأساوي هز العاصمة المؤقتة لليمن، انهارت شوارع عدن تحت وطأة أزمة وقود خانقة أجبرت 70% من حافلات النقل العام على التوقف، بينما يقضي مواطنون ليالٍ كاملة في طوابير الغاز دون جدوى. خلال 7 ساعات انتظار مؤلمة، تفاجأ خالد سالم وعشرات المواطنين بخزانات فارغة في محطات التعبئة، في مشهد يحكي قصة انهيار مدينة تقع في قلب أغنى المناطق النفطية باليمن.
في جولة استطلاعية كشفت هول المأساة، تحولت شوارع عدن إلى متاهة من الطوابير اليائسة والحافلات المتوقفة، حيث ارتفعت أسعار الغاز في السوق السوداء إلى 20 ألف ريال - أي 10 أضعاف السعر الطبيعي. السائق ماجد عبد الكريم، الذي يكافح لإعالة أسرته، يروي بحزن: قررت المخاطرة بما تبقى من غاز لتوفير احتياجات أسرتي الضرورية. بينما تقف أم محمد منذ الفجر مع طفلها الصغير، بحثاً عن اسطوانة واحدة لطبخ وجبة لأطفالها.
هذه الكارثة ليست وليدة اللحظة، بل نتيجة حتمية لصراع مدمر على حقول النفط في حضرموت التي تنتج 51% من النفط اليمني. يحذر خبير النفط عبد الغني جغمان من أن ما يحدث تحوَّل إلى صراع مفتوح بين قوى تعمل بالوكالة عن أطراف إقليمية ودولية. فبينما كانت بترومسيلة تنتج 230 ألف برميل يومياً في عام 2002، انهار الإنتاج اليوم إلى أقل من ربع هذا الرقم - كمدينة فقدت ثلاثة أرباع سكانها.
على أرض الواقع، تغيرت الحياة في عدن جذرياً خلال أسبوع واحد. فادي العدني، طالب جامعي، يضطر الآن للمشي 6 كيلومترات يومياً للوصول للجامعة، بينما عادت الأسر لأساليب الطبخ التقليدية. المطاعم والمخابز تغلق أبوابها تدريجياً، والمستشفيات تواجه نقصاً في الوقود لمولدات الطوارئ. الناشط عمار أحمد يحذر من سيناريوهات كارثية قادمة مع توقف معظم القطاعات الحيوية، مشبهاً الوضع بـجسم بلا دورة دموية - الطاقة هي شرايين الحياة المقطوعة.
بينما يعقد المحافظ أحمد ملس اجتماعات طارئة ويعد بحلول عاجلة، تتسارع وتيرة التدهور بسرعة الانهيار الثلجي. الخبراء يتوقعون موجة نزوح جماعية خلال أسابيع إذا لم تُحل الأزمة،
ارسال الخبر الى: