عاجل أزمة خانقة تضرب اليمن قطاعات قبلية تمنع الغاز وتخفيض الحصص إلى 40 فقط

في تطور صادم هز الأوساط اليمنية، انخفضت إمدادات الغاز المنزلي إلى 40% فقط من الحصص الطبيعية بعدما فرضت قطاعات قبلية حصاراً خانقاً حول منشأة صافر الاستراتيجية. ملايين اليمنيين عادوا لاستخدام الحطب في القرن الواحد والعشرين، في مشهد يذكر بأزمات الحروب والحصارات. كل يوم تأخير يعني معاناة أكبر لثلاثة ملايين مواطن يصارعون للحصول على احتياجاتهم الأساسية من الطاقة.
في محيط منشأة صافر بمأرب، حيث ينبض قلب الطاقة اليمنية، أقامت قبائل محلية حواجز منعت مرور قاطرات الغاز، محولة شريان الحياة إلى طريق مسدود. انخفاض الإمدادات إلى 40% يعني أن 6 من كل 10 عائلات لن تحصل على احتياجاتها من الغاز، في وقت كشف مصدر مسؤول في الشركة اليمنية للغاز أن المقطورات المحملة بمادة الغاز المنزلي ستتحرك لفك الاختناق بمجرد رفع القطاعات. أم أحمد، ربة بيت من عدن، تروي معاناتها: أصبحت أطبخ بالحطب بعدما عجزت عن شراء أسطوانة غاز بـ15 ألف ريال، بينما العاصمة المؤقتة تتنفس بصعوبة والمطابخ تطفئ نيرانها واحداً تلو الآخر.
ليست المرة الأولى التي تشهد فيها اليمن مثل هذه الأزمات، فالقطاعات القبلية ظاهرة متكررة تعكس ضعف الدولة في حماية المنشآت الحيوية. غياب الأمن وتعقد المطالب القبلية وضعف آليات الحوار المجتمعي تقف وراء هذه الأزمة التي تذكرنا بأزمات الكهرباء والوقود التي عصفت بالبلاد خلال السنوات الماضية. د. عبدالله الصنعاني، خبير الطاقة، يحذر قائلاً: هذه الأزمة تكشف هشاشة البنية التحتية للطاقة في اليمن، بينما يتوقع الخبراء انهياراً كاملاً لمنظومة التوزيع إذا استمرت هذه الممارسات.
على أرض الواقع، تعيش ربات البيوت جولات مرهقة للبحث عن الغاز، والمطاعم الشعبية تغلق أبوابها عاجزة عن التشغيل، فيما ارتفعت أسعار الغاز في السوق السوداء إلى أكثر من الضعف. سالم المريسي، سائق مقطورة غاز محتجز في صافر منذ أسبوعين، يصف الوضع: نأكل التمر والماء في انتظار الحل. استمرار الأزمة قد يدفع آلاف الأسر للهجرة بحثاً عن حياة كريمة، لكنها في الوقت نفسه تمثل فرصة ذهبية لتطوير مصادر طاقة بديلة ومستدامة، وسط
ارسال الخبر الى: