عاجل أزمة غاز خانقة تشل الحياة في عدن وتعز طوابير تمتد لكيلومترات والآلاف يعانون

في مشهد يحبس الأنفاس، تمتد طوابير اليأس في شوارع عدن وتعز لأكثر من كيلومتر كامل، حيث يقف آلاف اليمنيين تحت لهيب الشمس الحارقة لساعات لا نهائية، أملاً في الحصول على أسطوانة غاز واحدة قد تحدد مصير وجبة عشائهم. أزمة الغاز المنزلي الخانقة تشل الحياة في المحافظات اليمنية، في مأساة إنسانية تتفاقم كل ساعة بينما تبدو الحلول أبعد من النجوم.
فاطمة محمد، ربة منزل من عدن، تقف منذ ست ساعات متواصلة في الطابور وطفلها الرضيع بين ذراعيها، تروي بصوت مكسور: أطفالي جوعى في البيت، ولا أعرف متى سأعود إليهم بأسطوانة الغاز. المشهد المؤلم يتكرر عبر نقاط التوزيع، حيث تتراكم الأسطوانات الفارغة كشواهد على معاناة لا تنتهي. إضراب سائقي قواطر الغاز عن العمل بسبب تأخر أجورهم لثلاثة أشهر متتالية أدى إلى توقف تام لعمليات النقل من مصافي الغاز في مأرب وحضرموت.
الأزمة الحالية ليست وليدة اللحظة، بل تراكمات مدمرة لسنوات الحرب التي دمرت البنية التحتية للبلاد. التوترات الأمنية في منطقة الشحر بحضرموت تقطع شرايين الحياة، بينما يعاني خلل إداري مزمن في شبكات التوزيع. 87% من الأسر اليمنية تعتمد على الغاز كمصدر رئيسي للطبخ والتدفئة، مما يجعل هذه الأزمة بمثابة كارثة وجودية حقيقية. الدكتور محمد العولقي، خبير الطاقة، يحذر: نواجه كارثة إنسانية قادمة إذا لم يتم التحرك العاجل لحل هذه الأزمة.
تأثير الأزمة يتجاوز مجرد نقص الغاز ليطال صميم الحياة اليومية لملايين اليمنيين. الأسر تضطر للجوء إلى الحطب والفحم الملوث، مما يهدد الصحة العامة خاصة للأطفال وكبار السن. ظهور سوق سوداء لتوزيع الغاز بأسعار مضاعفة يستنزف موارد الأسر الفقيرة ويعمق جراح الأزمة الاقتصادية. علي سالم، صاحب محطة توزيع، يشهد يومياً على المعاناة: أشاهد كبار السن ينهارون من التعب، وأمهات يبكين لأنهن لا يستطعن إطعام أطفالهن. الخوف من تفاقم الوضع يسيطر على الشارع اليمني، بينما تنذر الاحتجاجات المحتملة بانفجار اجتماعي وشيك.
الأزمة الخانقة تتطلب تدخلاً عاجلاً قبل أن تتحول إلى كارثة إنسانية أوسع. حل أزمة الأجور المتأخرة للسائقين، وتأمين
ارسال الخبر الى: