حي الشجاعية تجريف واسع كي لا يبقى شيء كما كان

٣٣ مشاهدة
لم يتعرض حي الشجاعية في غزة لمجرد التدمير خلال العدوان عليها بل لتجريف كامل واللافت أن سكانا أقاموا فيه حين كان مدمرا جزئيا والآن لا أثر لغالبية المنازل والجثامين المتحللة كثيرة بعد الانسحاب الإسرائيلي من حي الشجاعية ليل الخميس 11 يوليو تموز الماضي عاد سكان الحي الذين غادروه ليجدوا منازلهم مدمرة وجثامين المفقودين ملقاة على الأرض وبعضها متحللة بنسبة كبيرة جرى تجريف كل شيء ومن شدة الصدمة عاد البعض إلى منطقة غرب غزة وأخبروا من ذهبوا للاطمئنان على منازلهم أن يعودوا لأن كل شيء مدمر ولم يبق الشجاعية كما كان حول جيش الاحتلال الإسرائيلي حي الشجاعية شرقي مدينة غزة إلى خراب أثناء عملية عسكرية نفذها لنحو أسبوعين دمر فيها مربعات سكنية بالكامل وجرف شوارع واستهدف البنى التحتية على طول أهم المواقع التي تفصل الحي عن مدينة غزة وشارع صلاح الدين بل عن الشوارع الرئيسية التاريخية المرتبطة بالأحياء القديمة مثل شارع المنصورة وشارع السكة الذي كان شاهدا تاريخيا على خط سكة الحديد الذي يربط بين حيفا ومصر قبل النكبة الفلسطينية كان عدد من الشبان الغزيين يترقبون انسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلي في مناطق تقع على مشارف الحي ومن ناحيته الغربية حيث اعتبر وجودهم فيها مصدر خطر على حياتهم إذ تعرض بعضهم لإصابات لكنهم كانوا يترقبون الانسحاب للاطمئنان على من فقدوا آثارهم من أقارب وأصدقاء أثناء الانسحاب المفاجئ من الحي وكانت أصعب المشاهد التي شاهدها سكان الشجاعية العائدون وجود ألبسة ممزقة لأفراد من أسرهم الذين تركوهم في الحي ولم يعرفوا مصيرهم ما قد يشير إلى اعتقالهم واقتيادهم إلى أماكن غير معروفة كما وجد آخرون ألبسة متحللة في منتصف الشارع ما يدل على إعدام الاحتلال أشخاصا اثناء محاولتهم الفرار يخبر محمد حجاج العربي الجديد أنه وجد صديقه محمد العرعير البالغ 30 سنة بين الشهداء الذين ألقيت جثثهم على الأرض وتحللت وعرفه من قميص مقلم بالأسود والأبيض عندما دخل شارع المنصورة في الحي ويذكر أن الشهيد كان أحد الشبان الذين ساعدوا كبارا في السن ومعوقين لحظة النزوح المفاجئ من الحي ثم باغته القصف الإسرائيلي وقد انتظره ساعات قرب ملعب اتحاد الشجاعية الذي يقع غربي الحي لكنه اختفى فتابع سيره نازحا مع أفراد أسرته الى حي الرمال غربي مدينة غزة وشعر حجاج مع أفراد عائلته بصدمة كبيرة من مشاهدة الجماجم والجثامين المتحللة ويفسر بأن جثمان صديقه العرعير لم يتحلل بالكامل ما يدل بحسب قوله على أنه ظل حيا لأيام قليلة وحاول الهرب والنزوح لكنه لم يجد مفرا حتى استشهد وأبقي جثمانه على الأرض حتى تحلل جزؤه العلوي حيث أصيب ويقول حجاج عندما نزحنا فجأة لم يعرف أي منا أين سنذهب ضمت منازل آيلة للسقوط أقارب وأشخاصا دمرت منازلهم علما أننا أخلينا المدارس فجأة أيضا وتركنا الكثير من أغراضنا في المنازل وهربنا من دون أن نحمل شيئا وكنت أنقل مع صديقي الشهيد محمد العرعير نازحين من سيدات يحملن أطفالهن ومسنين وذوي إعاقة لكن صديقي تأخر لأنه كان يحضر أشياء مهمة من بطاقات تأمين وهويات والده ووالدته يضيف دخل الحي في مرحلة التدمير أول العام الماضي في ديسمبر كانون الأول لكن منازل كثيرة كانت لا تزال صامدة رغم أنها كانت مدمرة جزئيا أما الآن فحصل تجريف كبير جدا لمنازلنا التي خسرناها بالكامل ونحن الآن تائهون وعدنا إلى منطقة غرب غزة حيث لم نستطع المكوث حتى في مدرسة أقمنا فيها سابقا إذ جلست مكاننا عائلة أخرى تشاركنا وضعنا السيئ نفسه والآن نحن في ساحة المدرسة واجه حي الشجاعية أثناء العدوان الإسرائيلي الحالي مجازر عدة واقتطع الاحتلال مساحة أكثر من كيلومترين من جزئه الشرقي وضمها إلى المنطقة العازلة التي منع وصول الغزيين إليها كما دمر أحياء ومناطق ومربعات سكينة وقدر المكتب الإعلامي الحكومي بأن حي الشجاعية من بين الأكثر تضررا من العدوان وأن 70 من مبانيه دمرت وعموما لم يخرج حي الشجاعية من نكسة تدمير العدوان الإسرائيلي أجزاء كبيرة عام 2014 وانتظار سنوات لإعادة إعمار منازله قبل أن يدمرها الاحتلال بالكامل أثناء العدوان الحالي وهذا ما حصل مع أحمد حلس 49 سنة الذي دمر منزله بالكامل في عدوان عام 2014 ثم أعاد إعماره بعد 6 سنوات عام 2020 خلال فترة تفشي وباء كورونا ولم تدم فرحة الانتهاء من إعادة إعمار المنزل طويلا إذ لحقت به أضرار جزئية خلال العدوان الاسرائيلي في مايو أيار 2021 أصلحها على نفقته الخاصة لأنه لا يثق بإنجاز مشاريع إعادة الإعمار سريعا لكن منزله دمر بالكامل أثناء العملية العسكرية الأخيرة حتى أنه وجد النجمة السداسية مرسومة على جدار مدمر من أجل استفزازه ويقول حلس لـالعربي الجديد جرف كل الحي ولم يبق إلا التراب لا منزل ولا ملامح من الحي الذي كنت أعيش فيه هدموا قلبي وذكرياتي أصيب المنزل بأضرار بالغة جدا سابقا لكنني كنت أقول إنه حتى لو بقي حجر واحد وسقف سأبقى في المنزل وأتمسك بأي أمل في الأرض وترابها لكن العدو الإسرائيلي دمر كل شيء حتى السقف والتراب يضيف سكان غزة في عذاب دائم لأنهم موجودون على أرضهم ويتحملون الكثير من الظروف السيئة للحصار الإسرائيلي والعدوان المتكرر وإغلاق معابر لقد تدمر منزلي مرات وهذه حال أفراد في عائلتي لدينا مئات الشهداء والمفقودين والجرحى لكنني لن أستسلم للحزن رغم أنني لم أستفق بعد من صدمة المجزرة الأولى في هذه الحرب ديسمبر كانون الأول الماضي عندما خسرت شقيقي وأعز أصدقائي ودمر الاحتلال الإسرائيلي طرقات في السوق المؤدية إلى حي الشجاعية وعددا كبيرا من المحلات التجارية إلى جانب المنازل في واقعة أكدت عدم رغبته السماح بعودة السكان إلى منازلهم وفيما تستمر التهديدات المتواصلة لسكان المنطقة من أجل إخلاء مدينة غزة لا يزال عدد كبير من الموجودين يصرون على الصمود وعندما عاد سلمي لتفقد منزله ومحله التجاري وجد كل شيء مدمرا ثم عثر على جثامين لأبناء جيرانه المفقودين أحدهم كانت جثته متحللة بالكامل ولا تظهر أي ملامح عليها ثم افترض أن الجثامين تعود الى أشقاء ثلاثة مفقودين من عائلة حرز الله لأنهم كانوا سويا عندما فقدوا وأغمي على سلمي من صدمة معرفة أنه خسر منزله ومحله التجاري بعدما استنشق الكثير من روائح الجثامين المتحللة يقول سلمي لـالعربي الجديد عشنا ونشانا في حي الشجاعية وكنا نعتز بصموده طوال سنوات الحصار وفي الحروب الإسرائيلية المتكررة التي أرادت تدميره امتلكت مبنى من ثلاثة طوابق وبنيت منزلا لابني الذي يدرس في الجامعة كي أحمي مستقبله وكنت أعمل في محلات تجارية كل شيء دمر بالكامل يضيف لا ملامح لحي الشجاعية قصف الاحتلال شوارع عدة واستهدف مجاري المياه وأماكن تجميعها وشبكات أنابيبها أسفل الأرض تعمد تدمير كل مقومات الحياة كي لا يعود أحد إلى الحي أصبحت الآن فقيرا جدا ودمرت نفسيتي وعزيمتي لا أملك شيئا الآن باستثناء قصص فلسطين التي ربانا أجدادنا عليها منذ الطفولة وفي حديث سابق لـالعربي الجديد قال الطبيب الشرعي محمود الطيب بعدما عاين عددا من جثامين الشهداء ظهرت آثار غريبة جدا وانتفاخ غير عادي وتآكل في الأطراف على جثامين الشهداء خلال العدوان الحالي وكانت الحروق وألوانها غريبة ولا تعطي دلالة على أن التحلل نتيجة مواد معدنية ثقيلة داخل المتفجرات فحسب بل لأنها تحتوي على مواد كيميائية ثقيلة ولا توجد بطبيعة الحال معامل دقيقة لفحص هذه المواد يضيف عمليا هناك مواد كيميائية عدة للتخلص من الجثث أبرز هذه المواد هي حمض الكبريت الذي أخضع لدراسات طبية سابقا وبناء على تجارب سابقة في دول خارجية استخدم لإذابة الجثامين وتحليلها ويمكن لهذا المركب الكيميائي إذابة جزء كبير من الأنسجة الجسدية حتى الصلبة منها وإذابة الأسنان خلال ساعات وهناك جثامين في غزة لا يعرف أي آثار لها بشكل غير منطقي

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح