حواديت خالد جلال في البحث عن الحب

70 مشاهدة

يصطفّ أكثر من ثلاثين ممثلاً في حالة سكونٍ تام لأكثر من عشر دقائق يحدّقون بالمتفرجين داخل القاعة، وتُطفأ الإضاءة لثوانٍ قبل أن يظهر المخرج المسرحي المصري خالد جلال من بين الجمهور، ويقول إنه هنا لأكثر من عشرين عاماً، يدرّب الشباب الراغب بإثبات ذاته في المسرح.

عرض حواديت، الذي يُقدم هذه الأيام على خشبة مسرح مركز الإبداع الفني في القاهرة، نتاج مشروع تخرج لطلبة من قسم التمثيل في المركز، وهو يُفتتح بمشهد شهرزاد تتصفّح كتاب الحواديت، وأولها حكاية شاب اسمه بحر يحبّ الفتاة الرقيقة نعمة التي تذهب إلى الشاطئ منادية باسم حبيبها، فيسير بحر خلفها متردداً ومشدوهاً لأنه يخاف البحر ولا يعرف السباحة، لكنه يتبعها رغم ذلك كأنها النداهة.

عروس الماريونت

وتظهر خلال العرض أكثر من مرة، عروس الماريونت التي تُبدي لياقتها الجسدية، حيث تقف مقيدة بخيوط كثيرة بينما يحركها حبيبها كما يريد بحركة من يده، ويتحول صوتها الخائف والمرتعش إلى صوت واثق يفكّ الخيوط التي تربط جسدها بأصابعه لتتركه هكذا يحرّك الفراغ، فبينما تكون حجته الخوف والغيرة على حبيبته، يتكشّف في النهاية أنها رغبة بالتحكم والسيطرة، وتنتهي الحدوتة بمقطع لأم كلثوم أعطني حريتي.

يشعر المتلقي بأن كل القصص المعروضة هي حكايته الأصلية

تتناول المسرحية مختلف المشاعر، حيث يجري تسليعها أو الاستغناء عنها في مقابل المادة، أو تجاهلها وتهميشها في أحيان أخرى. المشاعر هنا في جدال مع تناقضات النفس البشرية التي ترى الصورة الظاهرة أحياناً، ولا تفهم ما وراء الحكاية حتى يأتي موقف فارق ومؤلم ليكتشف الإنسان قصور رؤيته.

وتتحدث أخيراً العروس الصامتة التي تعتبر جمالها هو نكبتها الحقيقية، في حكايتها عن أمّها التي تطلب أموراً تعجيزية من الرجال الذين يتقدّمون لخطبتها، ما يجعل العروس الحزينة التي ترتدي فستاناً أبيض طوال العرض، تحلم بكابوس يومي تكون فيه معروضة في مزاد علني لمن يدفع أكثر.

ومن تسليع المشاعر إلى اختبارات الحياة الحقيقية، في حكاية أخرى تكشف العروس رقبتها التي تغطيها دائماً بشال من الحرير لتظهر بقع البهاق المنتشرة على بشرتها،

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح