خلاف بين حلفاء أوكرانيا حول ضرب أهداف روسية بأسلحة غربية
٧٥ مشاهدة
فيما تطالب أوكرانيا بإتاحة استخدام الأسلحة التي يقدمها الغرب لضرب أهداف عسكرية في روسيا تثير القضية انقساما شديدا بين حلفاء كييف ومن الدول الأكثر تحفظا إيطاليا وألمانيا اللتان تحذران من خطر التصعيد بالإضافة إلى احتمال لجوء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى استخدام السلاح النووي وحذر بوتين الثلاثاء من عواقب خطيرة إذا أعطت الدول الغربية موافقتها لأوكرانيا على استخدام أسلحتها لضرب الأراضي الروسية وهو ما أثار مخاوف من لجوئه إلى استخدام السلاح النووي واعتبر بوتين أن الأمر يمثل تصعيدا لأنه حتى لو كان الجيش الأوكراني هو من سينفذ الضربات إلا أن إعدادها سيتم من قبل الغربيين الذين يزودونه بالأسلحة وأوضح أن المهمة لا يتم إعدادها من قبل الجيش الأوكراني ولكن من قبل ممثلي دول حلف شمال الأطلسي ناتو متهما الغرب بالرغبة في إثارة نزاع عالمي وفي مارس آذار الماضي حذر بوتين من أن بلاده مستعدة من وجهة النظر العسكرية التقنية لحرب نووية جازما في الوقت نفسه بأن بلاده لن تلجأ إلى استخدام السلاح النووي إلا في حال نشوب تهديد وجودي لها وفي خط أحمر آخر يدرس حلفاء كييف بشكل مكثف إمكانية إرسال مدربين عسكريين إلى أوكرانيا لمساعدة جيشها الذي يواجه صعوبة في صد القوات الروسية وإذا كانت بعض الدول مثل فرنسا تدرس هذا الأمر وتناقشه مع أوكرانيا إلا أن دولا أخرى أبدت تحفظها وأعلنت كييف الاثنين أن مدربين فرنسيين سيصلون قريبا إلى البلاد لتدريب القوات الأوكرانية قبل أن تتراجع لتشير إلى أنها لا تزال تجري محادثات مع باريس وحلفاء آخرين بشأن هذه القضية وردا على سؤال حول هذا الملف أكد بوتين أن هؤلاء المدربين موجودون هناك في أوكرانيا كمرتزقة ورفض البيت الأبيض الثلاثاء طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفع قيود مفروضة على استخدام كييف أسلحة وفرتها الولايات المتحدة لضرب أراض روسية وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي في مؤتمر صحافي لا تغيير في سياستنا في هذه المرحلة إن استخدام أسلحة وفرتها الولايات المتحدة لتوجيه ضربات داخل روسيا أمر لا نشجعه ولا نسمح به من جهته أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء على ضرورة السماح لكييف بتحييد القواعد العسكرية الروسية التي تطلق منها قوات موسكو الصواريخ على أوكرانيا في خضم نقاش حول استخدام الأسلحة الغربية في روسيا وفي مؤتمر صحافي مشترك مع المستشار الألماني أولف شولتز عقداه في قصر ميسبيرغ بالقرب من برلين قال ماكرون نعتقد أنه يتعين علينا السماح لهم بتحييد المواقع العسكرية التي تطلق منها الصواريخ ومن حيث تتعرض أوكرانيا للهجوم وأوضح ماكرون في ختام زيارته إلى ألمانيا إذا قلنا لهم ليس من حقكم بلوغ النقطة التي تطلق منها الصواريخ ففي الحقيقة نقول لهم نحن نسلمكم الأسلحة لكنكم لا تستطيعون الدفاع عن أنفسكم وشدد على أنه يجب ألا نسمح لهم بالتعرض لأهداف أخرى في روسيا خاصة القدرات المدنية وأكد ماكرون نحن لا نريد التصعيد ما تغير هو أن روسيا قامت بتعديل ممارساتها بشكل طفيف وباتت تهاجم أوكرانيا من قواعد في روسيا من جهته بدا المستشار الألماني أكثر مراوغة وقال لدى أوكرانيا كل الإمكانية للقيام بذلك بموجب القانون الدولي يجب أن نقول صراحة إنها تعرضت للهجوم ويمكنها الدفاع عن نفسها إلى ذلك كشف منسق الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الثلاثاء أن الدول الأوروبية منقسمة بشأن إرسال مدربين عسكريين إلى أوكرانيا وقامت دول الاتحاد الأوروبي بتدريب 50 ألف جندي أوكراني على أراضيها في إطار مهمة تشكلت عام 2022 وقال بوريل إن وزراء دفاع دول الاتحاد الأوروبي الذين اجتمعوا في بروكسل الثلاثاء ناقشوا نقل جزء من برنامج التدريب الخاص بالتكتل إلى الأراضي الأوكرانية وأضاف بوريل بعد المحادثات كان هناك نقاش لكن لا يوجد موقف أوروبي مشترك واضح بشأن ذلك مردفا ليس هناك إجماع وأشار بوريل إلى أن المؤيدين اعتبروا أن إرسال مدربين إلى أوكرانيا سيجعل التدريب أقرب إلى سيناريو حرب وفي المقابل قال المعارضون إن هناك مخاطر كبيرة قد تنجم عن إرسال قوات عسكرية إلى أوكرانيا وفق ما نقل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي وأضاف بوريل أنتم تعلمون أن هناك وجهات نظر مختلفة في الدول الـ27 في الاتحاد الأوروبي متابعا لكن الأمور تتغير في موازاة ذلك أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ناتو ينس ستولتنبرغ تأييده لأن تستخدم أوكرانيا الأسلحة المقدمة من الدول الحليفة في ضرب أهداف في الأراضي الروسية وفي تصريحه للصحافيين قبل اجتماع وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي الثلاثاء قال ستولتنبرغ هاجمت روسيا قارة أخرى واحتلت دولة أخرى ولأوكرانيا أيضا الحق في الدفاع عن النفس وفقا للقانون الوطني وهذا يشمل حقوقها بضرب أهداف عسكرية في روسيا وأضاف ستولتنبرغ إذا لم يتمكنوا الأوكرانيون من ضرب الأهداف العسكرية على الجانب الآخر من الحدود فسيكون من الصعب الدفاع عن أنفسهم وأشار إلى أن السماح باستخدام الأسلحة الموردة من الدول الحليفة لضرب الأراضي الروسية تقرره الدول التي قدمت السلاح وأكد أن بعض الحلفاء يفرضون قيودا على استخدام الأسلحة بهذا الصدد والبعض الآخر لا يفعل ذلك وأنه ينبغي إعادة النظر في هذه القيود وأثار تصريح ستولتنبرغ الذي يطلب فيه من الدول الحليفة التي تزود أوكرانيا بالأسلحة التراجع عن قراراتها بعدم استخدام أسلحة ناتو لضرب أهداف عسكرية في روسيا جدلا بين الدول الحليفة وأكد الأمين العام أن ناتو ليس جزءا من الحرب في أوكرانيا وإنما هدفه الوقوف بجانب أوكرانيا في الدفاع عن نفسها وقبل ثلاثة أسابيع من قمة للسلام حول أوكرانيا تستضيفها سويسرا يومي 15 و16 يونيو حزيران المقبل حض الرئيس فولوديمير زيلينسكي نظيره الأميركي جو بايدن على المشاركة فيها وقال الرئيس الأوكراني عن بايدن إن غيابه سيكون بمثابة دعم لبوتين وأكدت حوالي 90 دولة مشاركتها في القمة وخلال زيارته الخاطفة لبروكسل بعد توقف الاثنين في مدريد وقع زيلينسكي ورئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو بالأحرف الأولى على اتفاقية ثنائية تنص على تسليم بلجيكا كييف 30 مقاتلة اف 16 بحلول 2028 وأعلن زيلينسكي أن اتفاقية المساعدة العسكرية طويلة الأجل تتضمن مساعدة من بلجيكا في تأمين الأسلحة والذخيرة والمدرعات بقيمة 977 مليون يورو في عام 2024 وحده وقال أيضا إن أول طائرة من طائرات اف 16 الثلاثين الموعودة ستسلم هذا العام وقالت الحكومة البلجيكية التي لا تزال تنتظر تسلم مقاتلات اف 35 التي طلبتها لتستبدل تدريجيا أسطولها القديم من طائرات اف 16 إنها تأمل في تسليم كييف أول مقاتلة إذا أمكن قبل نهاية العام وفي براغ أكد رئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا أن أوكرانيا ستتسلم خلال الأيام المقبلة أولى القذائف من عيار 155 ملم التي تم شراؤها من خارج أوروبا كجزء من برنامج دولي تم تنفيذه بمبادرة من جمهورية التشيك بقيمة 1 6 مليار يورو وأوضح أن أوكرانيا ستتسلم عشرات الآلاف من هذه القذائف في يونيو حزيران المقبل وتوجه بعد ذلك زيلينسكي إلى لشبونة حيث وقع اتفاقا للتعاون الثنائي يتضمن مساعدة عسكرية برتغالية لعام 2024 بقيمة 126 مليون يورو ومن لشبونة حذر المجتمع الدولي من أنه من المهم للغاية بالنسبة للأوكرانيين ألا يكل العالم من هذه الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين وفي 24 فبراير شباط 2022 أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا وتشترط لإنهائها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية ما دفع عواصم في مقدمتها واشنطن إلى فرض عقوبات اقتصادية شديدة على موسكو وسط مخاوف دائمة من استخدام موسكو السلاح النووي في الحرب على أوكرانيا فرانس برس الأناضول العربي الجديد