حكيم سهرورد تشابك الرواية والرسم والفلسفة

62 مشاهدة

لا تراهن رواية حكيم سهرورد (خطوط وظلال للنشر والتوزيع، 2025) للفنان التشكيلي والروائي المغربي أحمد جاريد، على مسار حكائي واحد، ولا على رحلة شهاب الدين يحيى السهروردي، الصوفي المعروف المؤسس لـالتصوف الإشراقي، كما قد يوحي بذلك عنوان الرواية. هناك ثلاثة مسارات حكائية (1- مسار جادة ريان/ فريق يوسف؛ 2- مسار ميليو/ شيجن؛ 3-مسار جلنار/ السهروردي)، يتحرك النص بينها في توازن متقن، لا يمنح لأي مسار مركزاً للثقل على حساب المسارين الآخرين. كما أن كل المسارات تلتقي في تقاطع سردي يجعل القارئ في حالة انجذاب دائري نحو الداخل. ذلك أن كل مسار يصبح، في العمق، انعكاساً للآخر، وهذا ما يسمّيه أندريه جيد الانشطار المرآوي الذي يتماثل فيه مرجع المحكي الفرعي مع مرجع المحكي الكلي.

فمنذ الصفحات الأولى، يتسلل الإحساس بأن الرحلة، مع جادة ريان وفريق يوسف، ستكون رحلة معرفية وفنية وروحية. إذ تلتقي جادة ريان بفريق يوسف الذي يعتبر ظلاً لكاتب حقيقي يحمل الاسم نفسه تقريباً (فاروق يوسف)، صاحب كتاب تفاحة سيزان، وكأن الرواية تفتح فجوة صغيرة بين التخييل والواقع. كل شيء في الرواية يبدأ بالكتابة وينتهي إليها. لا وجود للأصل، ما دامت الكتابة تقوم على الاقتراض والطمس والتحويل. كل كتابة هي ضرب من الانتحال المتبادل، سرقة جميلة بين الكتّاب والقراء، بين المرئي والمخفي.

يرسم جاريد ظلال ثلاث حكايات عبر محكيات صغرى أخرى. لا يعيد كتابة سيرة السهروردي كما وردت في كتب التاريخ، وإنما يعيد كتابتها بوصفها خلاصاً روحياً يتم عبر الفن. فالسهروردي الذي تقول السيرة إنه قُتل بأمر من صلاح الدين الأيوبي، ينال في نهاية الرواية، بخلاف كل الروايات التي تقول إنه المقتول، عطف حاكم حلب الملك الظاهر (ابن صلاح الدين) الذي تدبر أمر إخراجه من زنزانته وتهريبه في خمار النسوة من حكم القتل.

بما أن الروايات متعددة، منها ما يحكي أنه سجن ومنع من الطعام وبقي صائماً باختياره، لا يفطر إلا بتمرة إلى أن مات. ومنها ما يحكي أنه خنق بوتر، ومنها ما يقول إنّ رقبته قُطعت

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح