عدن بين جحيم حكومة معين وتذاكي المجلس الانتقالي الجنوبي كتب صلاح السقلدي

كمية شكاوي الضعفاء وتضرعات الأذلاء التي أطلقها رئيس الوزراء معين عبدالملك، أمام اجتماع عقده اليوم الأحد مع رؤساء بعثات وسفراء وممثلي الدول المعتمدين لدى اليمن، تؤكد حالة الوضع الاقتصادي والمعيشي المريع الذي وصلت إليه المحافظات التي تديرها هذه الحكومة، فضلاً عن تأكيدها أي التوسلات عن مستوى الفشل الصريح لحكومته ولكل القوى المنضوية فيها.
وبرغم كل هذا الاستجداء لم يهتز لهؤلاء السفراء شعرة مثلما لم تعر حكوماتهم بالا لهذا الوضع لمعرفتها أن المشكلة تكمن بوجود غول الفساد وسطوة اللصوص وهيمنة مراكز القوى العميقة العتيقة على مركز القرار أكثر من كونها مشكلة نقص بالموارد.
وبالتالي لا بُكى سينفع ولا شكوى ستفيد معين، فالعِلة في حكومتها وفي القوى المسيطرة عليها كقلعة وحصنٌ حصين للفساد والنهب . فلو كانت هذه الأزمة تختزل فقط بمعضلة توقيف الحوثيين لتصدير النفط لهان الأمر وتفهم الناس لما يقوله معين لكن للمأساة صناعها المعروفين أسبابها الاساسية منذ عقود.
فلو كان الأمر متعلق بافتقار لعوائد صادرات النفط التي أوقفها الحوثيون فماذا لو كانت هذه الحكومة وأحزابها لا تمتلك النفط والغاز والقروض والمنافذ وتعيش في عزلة اقليمية ودولية مثلما هو الحال مع الحوثيين كيف كان سيكون الحال وماذا كان سيبقي معين في قواميس المذلة والبكاء دون استخدام؟.
معين عبدالملك في لقائه هذا تملص من الإعتراف بالأسباب الحقيقية التي أوصلت الوضع الاقتصادي الى هذا المستوى المتردي، وظل يردد الشكوى من الحوثيين ويستجدي الحضور التدخل لوقف تصرفاتهم والسماح لحكومته باستئناف تصدير النفط، ولم يأت على ذِكر الفساد لا من قريب ولا من بعيد او يذكر ولو تلميحا تلكؤ دول السفراء من الالتزام بما وعدت به. فالرجُل مثله مثل باقي رفقته مسكونٌ بحالة الخوف ويغشاه الشعور بالدونية والنقص كلما وقف أمام رئيس دولة أو سفير او حتى مدير مكتب سفير لأصغر دولة بالعالم ،وهذا الشعور طبيعي أن يصدر مِن كل لصٍ وفاسد عبر التاريخ ،ف-(اللصوص لهم قلوبٌ من الأطفال تنهزمُ) فما بالنا بسفراء دول بوزن أمريكا وبريطانيا والسعودية؟.
لكن لماذا نلقي اللوم على معين
ارسال الخبر الى: