حكمة وعقلانية وخيانية الحدث ذاته

53 مشاهدة

يتدثَّرون بدثار الحرص على فلسطين ودماء غزة، ثم يوغلون في دماء كل من ساند ودفع الغالي والنفيس، في سبيل فلسطين وغزة، وهؤلاء يمتلكون من الألسنة الحِداد الشِداد، والعيون الزجاجية التي لا حياء فيها ولا حياة، ولمجرد أنّه استخدم حبرًا إلكترونيًّا مجانيًّا، في كتابة كلمة تضامنية مع غزة، يحسب أن من حقِّه استخدام حبره لجَلد من جاد بدمه، لأنّه أدَّى للعلا والذرى دوره.

ويلوون أعناق الوقائع لخدمة توجهاتهم، بمهاجمة كل من يقاوم، فيتخذون من وقف النار في لبنان وفي إيران ابتداءًا ذريعةً لبرهنة أنّ وقف النار هنا خيانة لغزة، ثم يتخذونه مثالًا عقلانيًا وحكيمًا، في حماية المجتمع والعباد والبلاد، مقارنةً بتعنُّت حماس التي لا يهمها دم شعبها ودمار بلادها، فتصرُّ على استمرار الحرب.

وهم لا ينتبهون للتناقض الصارخ والفاضح في كلا القياسَين، فمن جهةٍ يعتبرون وقف النار خيانة، لكنه يتحول حين القياس بغزة إلى حكمة وعقلانية، ثم يعتبرون أنَّ مهاجمتهم لوقف النار هو هجوم لاعتباره خيانة، لكنهم في الوقت ذاته يطالبون حماس بارتكاب “الخيانة” ذاتها، وخلاصة حقيقتهم أنّهم يريدون من حماس ممارسة حكمة الاستسلام، حتى إذا ما استسلمت، كانوا أول من يتهمها بالخيانة.

ولكن الحقيقة، أنَّ الوقائع بعيدة كل البعد عن هذا التسطيح الذي يتم طرحه بسذاجة وغرائزية مفرطة، ولعل هذا ما يجعل له مريدين، وهذا سبب وجود مؤيدين ومصفقين، من جمهورٍ يمتلك ذاكرة السمك وذكاء الدجاج.

في لبنان وفي إيران على اختلاف خلفيات ومسوغات وقف النار، وكذلك على اختلاف منطلقات الحرب وأسباب العدوان، فإنّ القاسم المشترك بينهما، هو أنّ العدو هو من طالب بوقف النار، وقد رضخ للشروط في كلتا الساحتين، رغم الاختلاف في نسبة الالتزام والتطبيق.

بالمقابل في غزة، يرفض العدو رفضًا قاطعًا وقف النار، فيما حماس هي من تطالب به كشرطٍ لازم لإبرام صفقة، ولو كانت شروط العدو ذاتها في لبنان أو إيران، لما تمت الموافقة على وقف النار، وهنا يأتي دور التدليس، حيث يشيعون أنّ حماس ترفض وقف النار مضحيةً بدماء شعبها، لمجرد رفضها التنازل عن السلطة

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع المشهد الحربي لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح