حكاية الكلمة عبر التاريخ

٦٣ مشاهدة
الكلمة ترتبط بنشأة الإنسانية، فهي القوة الأعظم؛ لأنها مصدر كل القوى التي وصلت إليها البشرية. الكلمة الخطر الكبير الذي يحاول الإنسان أن يسيطر عليه؛ لأنها المارد الجبار، والقوة المدمرة وفي الوقت ذاته قوة البناء والعلم. كل ذلك وأكثر يكمن في الكلمة التي تتشكّل في أشكال عدة وصور شتى، ولكنها في النهاية هي المادة أو المصدر للمصدر الأول لهذه القوة العظمى دون مبالغة ولا تحيز أو تضخيم.
لقد نشأت الإنسانية عندما تعرّفت البشرية على الكلمة. قال تعالى: «وعلّم آدم الأسماء كلها»، فظهور الإنسانية ارتبط بالكلمة، وقدرة الإنسان على إدراك الأسماء والمسميات، وجاء في التنزيل قوله تعالى «فتلقىٰ آدم من ربه كلمات». الكلمة هي المادة أو الوسط الناقل للدين والعلوم والمشاعر وكل ما يميّز الإنسانية. ومما يبين أهمية الكلمة أنه ورد في القرآن لفظ كلمة في خمسة وسبعين موضعاً. وهو ما يظهر ويكشف السر الكبير في الكلمة وما تحتويه من طاقات؛ لأنها قوة ومصدر الأشياء مثل كلمة (كن فيكون) قال تعالى: «وإذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون». تاريخ الإنسانية نشأ عندما تعلم الإنسان الكلمة. والكلمة محل اهتمام العديد من العلوم مثل علم المعاجم وعلم البلاغة والنحو، وفقه اللغة، والعلم الذي يهتم بدراسة اللغة بأسلوب علمي، «ويعرف أيضاً، بأنه: تصنيف اللغة كموضوع من المواضيع العلمية، فيدرس بناء اللغة، وكيفية تركيب مفرداتها، وتكوين الكلمات فيها، ومعرفة الأصوات الخاصة بكل كلمة، وطبيعة نطقها».
أدرك الإنسان أهمية الكلمة وتأثيرها عبر التاريخ فاستخدمها وسخّرها لتحقيق أهدافه وأغراضه، واستعملها ووظفها في شتى صنوف ومناحي الحياة. لهذا جاء في المثل «قوة الإنسان في عقله ولسانه». الكلمة على مدى التاريخ الإنساني فتحت بلاداً، وهزمت جيوشاً، وأقامت دولاً، وقوة الكلمة تتفوق على قوة الكهرباء أو الطاقة الذرية أو النووية؛ لأنها تمس الروح والعقل والقلب مباشرة، فتحفّز الجسد لفعل أو رد فعل، أما بقية القوى الأخرى فإنها تمس الجسد فقط.
يقول المؤلف والروائي البرازيلي باولوا كويلو: «من بين جميع أسلحة الدمار التي يستطيع الإنسان ابتكارها، تعتبر «الكلمة» هي الأكثر إثارة

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع عكاظ لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح