يوم واحد هو حكاياتنا البسيطة

٧٣ مشاهدة
يحكي المسلسل البريطاني one day قدمت القصة فيلما في عام 2011 الذي يعرض حاليا على منصة نتفليكس قصة الصديقين إيما مورلي وديكستر مايهيو يلعب دوريهما أمبيكا مود وليو وودال اللذين يلتقيان أول مرة في حفل التخرج من الجامعة وينجذبان إلى بعضهما بعضا ويذهبان لقضاء الليلة معا لكنهما يفضلان أن يبقيا صديقين مدى الحياة ويتفقان على اللقاء سنويا في اليوم وفعلا يلتقيان كل عام في الموعد نفسه ويتبادلان معا قصص حياتهما وما مر مع كل منهما من أحداث مهمة وسخيفة وفي كل مرة يلتقيان يشعران بالانجذاب الأول نفسه لكنهما مع ذلك يفضلان أن يبقيا صديقين فإيما تدرك أن ديكستر الشاب الوسيم ابن العائلة الثرية ليس جاهزا لإقامة علاقة جدية طويلة وديكستر يخاف أن يفقد إيما الشابة المثقفة والثورية ذات الأصول الهندية والقادمة من بيئة متواضعة لو دخلا في علاقة غرامية فهو يعرف أنه ضعيف تجاه النساء وسيخونها في أقرب وقت مع ذلك لم يتمكنا اثناهما من نسيان بعضهما بعضا رغم دخولهما في علاقات أخرى وزواج ديكستر وإنجابه طفلة وطلاقه السريع ورغم أن إيما دخلت في علاقات طويلة إلا أن العاطفة التي يحتفظان بها كل في داخله تنتصر في النهاية على القرار العقلاني الذي اتخذاه ذات يوم فيتزوجان لينتهي المسلسل بموت إيما في حادثة سير سخيفة وكأن صناع العمل قرروا هذا الحل الدرامي كي يتجنب ديكستر العودة إلى عادته في الخيانة وإيذاء إيما وهكذا بموت إيما تبقى نهاية ديكستر مفتوحة أمام خيال المشاهد هل سيعاود مسيرته في العلاقات القصيرة أم سيعيش على ذكراها برفقة ابنته من زواج سابق فاشل لن نعرف هذا أبدا وليس مطلوبا أن نعرف بالنسبة للمشاهد ينتهي العمل بموت إيما ينتمي العمل إلى النوع الرومانسي الخفيف ويطرح أسئلة كثيرة عن العلاقات البشرية فديكستر الذي وجد كل شيء أمامه بسهولة بفضل والديه ويبحث عن الشهرة بأسرع الطرق ويغرق في إدمان الكحول والمخدرات سرعان ما يفقد كل شيء بما في ذلك والدته التي كانت داعمة أولى له تصاب بالسرطان ويتهرب هو من رؤيتها والعناية بها في مرضها ليعيش حياته تحت ضغط الإحساس بالذنب لما فعله بينما تخطو إيما خطواتها نحو ما تريده لحياتها بهدوء وتعاني من الفقر والفشل لتحقق ما كانت تصبو إليه في النهاية فتصبح كاتبة قصص أطفال مشهورة هذه كلها أفكار نمطية في الدراما الرومانسية التي قدمت في كل العالم لكنها مع ذلك تبدو شديدة الشبه بنا بحكاية كل منا مع نفسه ومع الآخرين فنحن جميعا نملك حكاية من الحكايات التي قدمها لنا المسلسل حكاياتنا نحن البشر العاديين حكاياتنا مع الحب والصداقة والفشل والنجاح والتعب والخوف والضمير والتحقق والفقد والهوية والأفكار والقناعات والقرارات والمرض والموت والخسارة والربح والماضي والمستقبل والحاضر بكل تفاصيله التافهة والمهمة والأسئلة الصغيرة والأخرى الوجودية حكايات قد تبدو بالغة التفاهة أمام الأحداث المفصلية الكبرى التي تشكل التاريخ وتكونه لكن التاريخ بدون تفاصيل يومية لحياة البشر تحتمل الكذب والصدق سيتحول إلى تاريخ ميت بعد حين أما حكايات البشر ومكابداتهم فهي تفاصيل حية مثلهم وهي التي تعطي للزمن قيمته وبالنسبة لي أفضل هذا النوع من الدراما الدراما التي بلا بطولات وبلا أبطال دراما الناس العادية بحكاياتها العادية اليومية التي تصنع حياة بأكملها قد يبدو أن السؤال الرئيسي في المسلسل هو سؤال الصداقة والحب أيهما أهم وأيهما أكثر ديمومة وهل يمكن أن تتحول الصداقة إلى حب حقيقي أم أن لحظة اللقاء الأولى هي التي تحدد شكل العلاقة اللاحق مهما تم اتخاذه من قرارات بشأنها خصوصا وأن مرحلة المسلسل من 1987 حتى 2007 وهذا سؤال كان مطروحا حقا لدى جيلنا في ذلك الوقت ثم تجاوزته الأجيال الحالية التي لم تعد مشغولة بأسئلة كهذه مع الانفتاح المهول في الخيارات الجنسية الشخصية هذا السؤال هو الخيط الذي يمسك المسلسل بينما تتفرع منه خيوط أقوى لسرد حكايات أخرى قد تكون أكثر عمقا وإنسانية وتأثيرا على المسارات الشخصية للأفراد وعلاقاتهم بالآخرين

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح