حضرموت وعدن وحدة الموقف والمصير

كتب / شلال فيصل بن سبعة
من يقرأ تاريخ الجنوب بإنصاف يدرك أن حضرموت وعدن ليستا مجرد مدينتين تتقاطعان جغرافياً بل هما روحان في جسد واحد ومصيران يتحدان كلما اقتربت المخاطر وتتعزز بينهما أواصر الأخوة كلما حاولت المشاريع الضيقة أن تفكك نسيجهما.
لقد وقفت حضرموت إلى جانب عدن في محطات تاريخية فارقة أبرزها في مواجهة العدوان البرتغالي خلال القرن السادس عشر حين حاول البرتغاليون بقيادة “أفونسو دي ألبوكيرك” السيطرة على عدن عام 1513م سعياً لاحتلال الميناء الاستراتيجي والتحكم بمضيق باب المندب.
إلا أن المقاومة البطولية لأهالي عدن ودعم القوى الحضرمية شكلا سدا منيعا أحبط هذا المخطط الاستعماري. فحضرموت حينها لم تقف موقف المتفرج بل كانت ترى أن أمن عدن جزء من أمنها وأن سقوط عدن يعني تهديداً مباشراً لحضرموت وعدن وبالمقابل قامت عدن بإسناد حضرموت عند الحملات البرتغالية لها مما يؤكد أنهما جسد واحد.
هذه العلاقة التكاملية لم تكن وليدة ظرف طارئ بل امتدت لقرون وتجلت بوضوح في الأحداث المعاصرة.
ففي عام 2015م ومع اجتياح المليشيات الحوثية للعاصمة عدن لم يتردد أبناء حضرموت في الالتحاق بجبهات القتال في الضالع ويافع وعدن وشاركوا بفعالية كتفا بكتف إلى جانب إخوانهم دفاعاً عن الجنوب من أقصاه إلى أقصاه.
ولم يكن هذا الدعم من طرف واحد ففي معركة حضرموت ضد الإرهاب وتحديداً في معارك تحرير ساحل حضرموت من التنظيمات الإرهابية في 2016م كانت عدن والضالع وردفان ويافع حاضرة برجالها وسلاحها وإرادتها ليكتب الجنوبيون مجدداً صفحة أخرى من التضامن والوحدة في وجه من يزرعون الموت والفوضى.
التلاحم بين حضرموت وعدن لم يكن مجرد رد فعل لحظي بل هو علاقة ذات جذور عميقة ثقافياً اقتصاديا واجتماعيا توارثتها الأجيال وتعززت في كل منعطف حاسم مر به الجنوب.
لذا فإن كل المحاولات التي تحاول اليوم زرع الشقاق أو بث المناطقية بين أبناء الجنوب محكوم عليها بالفشل لأنها تصطدم بوعي مجتمعي جمعي يدرك أن المصير واحد وأن الأمن في حضرموت مرهون باستقرار عدن والعكس تماماً.
وعليه فإن الوحدة بين
ارسال الخبر الى: