حضرموت في قلب صراع النفوذ الإقليمي بن حبريش يرسخ مسار الحكم الذاتي

تقرير – المساء برس|

جدد رئيس حلف قبائل حضرموت، الشيخ عمرو بن حبريش، تمسك الحلف بمشروعه السياسي، مؤكدًا المضي فيه دون تراجع، في رسالة تعكس حجم التحولات الجارية في المشهد الحضرمي، وتكشف في الوقت نفسه عن تصاعد الصراع بين أدوات السعودية والإمارات على واحدة من أكثر المحافظات اليمنية حساسية وثقلًا استراتيجيًا.

وخلال اجتماع موسع عقده حلف قبائل حضرموت في منطقة غيل بن يمين، شدد بن حبريش على أن ما جرى في منشآت المسيلة لم يؤثر على تماسك الحلف أو حضوره، في إشارة إلى محاولات الضغط والتطويق التي تستهدف كبح صعود الحلف سياسيًا وشعبيًا، مع اتساع حضوره كفاعل مستقل خارج وصاية الفصائل المدعومة إماراتيًا، وعلى رأسها مليشيات المجلس الانتقالي.

وأوضح بن حبريش أن أبرز ما تحقق خلال المرحلة الماضية هو تثبيت القضية الحضرمية ورفع مستوى الوعي الشعبي بها، وإيصال صوت حضرموت إلى مختلف المحافل، مؤكدًا أن هذه القضية باتت اليوم أكثر وضوحًا وحضورًا، بعد سنوات من محاولات التهميش والإلحاق ضمن مشاريع خارجية متصارعة لا تعكس تطلعات أبناء المحافظة.

وأشاد رئيس حلف قبائل حضرموت بمواقف السعودية، مؤكدًا دعمها لما وصفه بالحفاظ على أمن حضرموت واستقرارها، وهو ما يعكس، في سياق أوسع، محاولة الرياض إعادة ترميم نفوذها في الشرق اليمني، في مواجهة تمدد النفوذ الإماراتي عبر أدوات انفصالية تسعى لفرض واقع جديد بالقوة في الجنوب.

وأشار بن حبريش إلى تثبيت الاتفاق بين حلف قبائل حضرموت والسلطة المحلية، مؤكدًا أن قوات حماية حضرموت أصبحت قوات شرعية نظامية، في خطوة تهدف إلى تحصين المحافظة من الفوضى الأمنية ومنع تحويلها إلى ساحة صراع مفتوح بين الفصائل الموالية للتحالف، أو منصة لتصفية الحسابات الإقليمية.

وشدد على أن الحلف قدم تضحيات كبيرة منذ تأسيسه، وحقق إنجازات مهمة رغم الضغوط والتحديات، مؤكدًا أن أبناء حضرموت ماضون في انتزاع حقوقهم الكاملة، وفي مقدمتها الحكم الذاتي، باعتباره خيارًا نابعًا من الإرادة المحلية، لا من إملاءات الخارج.

ويأتي هذا التصعيد السياسي في لحظة إقليمية حساسة، حيث تتقاطع مشاريع التفكيك والانفصال المدعومة إماراتيًا