حضرموت تنهض الرد الشعبي المباشر في مواجهة التهديد الحوثي الإخواني
42 مشاهدة

4مايو/تقرير خاص_مريم بارحمة
تشهد حضرموت لحظة سياسية مفصلية تعيد رسم موازين القوة في الجنوب وتعيد تعريف علاقتها بمراكز النفوذ التقليدية في اليمن. الاعتصام الشعبي السلمي في شارع الستين بسيئون لم يأتِ كحدث احتجاجي عابر، بل تجلى منذ لحظاته الأولى كفعل تاريخي ممتدّ، كشف عن وعي جديد وصاعد لدى أبناء حضرموت وعموم الجنوب، وعبّر عن إدراك شعبي عميق بأن مرحلة الانتظار قد انتهت، وأنّ الحاجة إلى تموضع جديد يتجاوز الخطر ويحصّن المستقبل أصبحت ضرورة وجودية.
-حضرموت تحسم موقفها
تاريخ حضرموت والجغرافيا التي تتحكم بها جعلاها في كثير من اللحظات محوراً لمحاولات القوى المتصارعة للتمدّد جنوباً. غير أن الرسالة التي خرج بها المعتصمون اليوم كانت واضحة لا لبس فيها: حضرموت ترفض أن تكون مدداً للإمامة الحوثية أو جسراً جديداً لتمددها نحو الجنوب.
هذا الموقف لم يأتِ من فراغ، بل تأسس على قراءة سياسية معمّقة تستحضر الماضي القريب حين سقطت مناطق واسعة في اليمن في قبضة الحوثيين لأن الأطراف المحلية لم تقرأ الخطر في وقته. أما اليوم، فتبدو حضرموت أكثر يقظة، وأكثر إدراكاً لتداعيات بقاء المنطقة العسكرية الأولى كحلقة وصل بين الحوثيين وأطماعهم التوسعية.
المعتصمون أدركوا أن الإبقاء على المنطقة الأولى في وادي حضرموت يعني عملياً توفير منفذ استراتيجي للحوثيين للاقتراب من الجنوب، وأن أي تساهل أو تأخير في مواجهتها لن يعود إلا بكلفة مضاعفة على حضرموت خاصة وعلى الجنوب عامة.
-التخادم الإخواني – الحوثي
التحليل الأمني والسياسي لسنوات طويلة يُظهر جلياً أن المنطقة العسكرية الأولى لم تعد مؤسسة وطنية بالمعنى التقليدي، بل تحولت إلى مركز تخادم مباشر بين الإخوان والحوثيين.
شبكات التهريب، خطوط الدعم اللوجستي، عمليات نقل المطلوبين، وإيواء عناصر مرتبطة بالإرهاب، كلها ظواهر ارتبطت بهذه المنطقة.
لقد تشكلت عملياً بنية أمنية موازية لا تخضع للقرار الشرعي، بل تديرها قوى تعارض الجنوب وتتناغم بصورة مريبة مع الأجندة الحوثية.
هذا التخادم أصبح جزءاً من المشهد السياسي والأمني في وادي حضرموت، ومعه بات من الواضح أن بقاء المنطقة العسكرية الأولى لم يعد مجرد مشكلة
ارسال الخبر الى: