من المنتظر أن يمثل الرسام الكاريكاتوري التونسي توفيق عمران اليوم الاثنين أمام المحكمة الابتدائية في تونس في القضية المرفوعة ضده بسبب رسوم كاريكاتورية اعتبرت مزعجة للسلطة أو لرئيس الحكومة التونسية أحمد الحشاني رئاسة الحكومة ذكرت في بيان بعد اعتقال عمران والإفراج عنه الجمعة الماضي إذا كانت هذه التتبعات قد تمت من أجل أفعال أخرى قد يكون توفيق عمران ارتكبها فذلك شأن قضائي بحت أما إذا كانت من أجل صورة كاريكاتورية فهو أمر إن كان فيه للنيابة العمومية تقدير بحكم القانون فإن تقدير رئاسة الحكومة هو أنه ليس هناك ما يبرر مثل هذه التتبعات لأن حرية الإبداع مضمونة في نص دستور 25 يوليو تموز 2022 بفصله التاسع والأربعين وأضافت من أراد أن يخلط بين حرية التعبير وحرية الإبداع من جهة وجريمة إصدار صك من دون رصيد من جهة أخرى فهو من قبيل من يبحث عن رصيد فقده منذ سنين ويريد أن يكونه من جديد باختلاق الأراجيف والأكاذيب لكن عمران أكد في تصريحات إذاعية أن أسئلة المحققين كانت حول انتمائه الديني والسياسي وأوضح أن البحث شمل رسوما تتعلق برئيس الحكومة وتوضح هذه التطورات الخطيرة أن السلطات في تونس ضاقت ذرعا بـهؤلاء المزعجين من الصحافيين والناقدين وأن درجة الحساسية منهم ارتفعت إلى الحد الأقصى وأن طاقة صبرها عليهم قد نفدت بما يفيد بأن الآتي سيكون سيئا للغاية الجمعة أيضا جرت مداهمات وتفتيش بيتي المعارضين محمد الحامدي ورياض الشعيبي ولم يعرف عنهما أيضا سوى المعارضة السلمية الهادئة الناقدة بالكلمة فقط ولكن السلطة لم تعد في ما يبدو قابلة لأي كلمة من هؤلاء المناوئين الذين يريدون تفجير الدولة من الداخل على حد تعبير الرئيس قيس سعيد وعلى الرغم من كل هذا يصر وزير الخارجية نبيل عمار من نيويورك على الترويج لوضع الحريات المدهش في تونس وعلى العدالة المنتشرة التي لا تظلم أحدا بينما العالم الصديق لتونس يتفرج على هذه المأساة التي تعصف بالديمقراطية الوليدة في المنطقة من دون أن يحرك ساكنا على الرغم من أن ضمائر البعض تتحرك أحيانا لدفع الملامة لا غير مثل ما حصل مع وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك التي انتقدت اتفاق الهجرة الذي أبرمه الاتحاد الأوروبي مع تونس وبحسب ما نقلته وكالة رويترز فقد كتبت في رسالة إلى المفوضية الأوروبية يجب أن نسترشد بالديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون في تعاوننا وهو أمر لم يحظ بالاعتبار المناسب في الاتفاق مع تونس كلمات لن تغير كثيرا من واقع التونسيين السريالي الذي لن يغيره سواهم