حسابات الكيان الإسرائيلي في ورطة مع تعقيدات الساحات المتعددة
١٢٥ مشاهدة
صدى الساحل - كتب: حسين الشدادي
مع تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، بات واضحًا أن الكيان الإسرائيلي يواجه حسابات شديدة التعقيد، لا تتعلق فقط بالأوضاع الداخلية في فلسطين المحتلة بل تمتد إلى تفاعلات إقليمية معقدة، تشمل إيران ولبنان، وأخيرًا الولايات المتحدة.
تدفع هذه التعقيدات إسرائيل إلى خيارات مكلفة قد تجعلها في موقف الدفاع بدلًا من الهجوم، إذ تظهر المعطيات أنها تفتقر إلى القدرة على حسم القضايا في مختلف الساحات، وقد تجد نفسها في ورطة طويلة الأمد.
أولاً: القضية الفلسطينية والعجز عن الحسم
منذ عقود طويلة وإسرائيل تحاول القضاء على جذور القضية الفلسطينية سواء بوسائل عسكرية أو دبلوماسية، إلا أن عدم قدرتها على الترحيل القسري للفلسطينيين من أراضيهم جعل القضية الفلسطينية مستعصية على الحل، مما أدى إلى إبقاء هذا الصراع مستمرًا.
ويدرك الكيان أن استمراره في ممارسة العنف في قطاع غزة أو الضفة الغربية لا يؤدي سوى إلى زيادة معاناته على المستوى الدولي، حيث باتت مشاهد القصف وسقوط المدنيين تثير انتقادات واسعة عالميًا.
إسرائيل أرادت أن تحيل المشكلة الفلسطينية لتكون مشكلة إقليمية تخص الدول المجاورة ك الأردن ومصر، إلا أن الواقع يفرض عليها اليوم مواجهة المطالبات الدولية المتصاعدة لحل القضية، وتقديم الحلول العادلة التي تضمن الحقوق للفلسطينيين في الداخل والشتات، بعيدًا عن القوة العسكرية التي أثبتت عدم جدواها في تحقيق السلام.
ثانياً: حزب الله وورطة الجبهة الشمالية
لطالما كانت لبنان جبهة تشكل تحديًا استراتيجيًا لإسرائيل، خاصة بوجود حزب الله المدعوم من إيران.
في حين أن توجيه ضربة مباشرة للبنان أو محاولة شن حرب شاملة على الحزب يعني التورط في مستنقع عسكري جديد، لا سيما وأن الحزب يمتلك ترسانة من الأسلحة المتطورة والخبرات القتالية المتراكمة.
إن إقدام إسرائيل على وقف عملياتها العسكرية في لبنان سيُعتبر استعصاء أمام حزب الله، مما يعطي الحزب أفضلية سياسية وإعلامية في المنطقة.
وبالمقابل، إذا قررت إسرائيل الدخول في مواجهة واسعة في لبنان، فستكون أمام حرب طويلة المدى مع عدو يمتلك موارد كبيرة، ودعمًا لوجستيًا وعسكريًا من
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على