عن حزب الله وجبهة إسناد غزة

٥٢ مشاهدة
لا أعرف لماذا يحتاج المرء إلى أن يعود بعد نحو سبعة شهور إلى الحديث عن حزب الله اللبناني والأسباب التي دعته إلى فتح ما سماها جبهة إسناد لغزة بعد يوم فقط من عملية طوفان الأقصى في كل الأحوال من الصعب أن يفهم المرء حسابات حزب الله وسياساته ومواقفه بمعزل عن العلاقة التي تربطه بإيران فحزب الله بتسميته آية الله الخميني هو من أطلق عليه اسمه وبنيته وفكره وعقيدته جزء من نظام الجمهورية في إيران تم إنشاؤه عام 1982 على يد علي أكبر محتشمي 1947 2021 سفير إيران غير العادي حينها في دمشق والذي كان محسوبا على المتشددين قبل أن يتحول إصلاحيا أواخر عمره يؤمن حزب الله بولاية الفقيه ويأتمر بحسب تصريحات زعيمه حسن نصر الله بأوامر الولي الفقيه علي خامنئي لا تمول إيران حزب الله وتسليحه ودفع رواتب عناصره فحسب بل تمول شبكة خدماته التي تخدم حاضنته الاجتماعية وهي جزء معتبر من شيعة لبنان بناء عليه يرسخ حزب الله في عقل جمهوره أن الدفاع عن إيران إنما هو دفاع عن شيعة لبنان ومكتسباتهم والتي ما كانت لتتحقق لولا الدعم السخي الذي قدمته إيران وهذا صحيح أخذا في الاعتبار الطبيعة الطائفية للنظام السياسي اللبناني وغياب مفهوم الدولة والمواطنة حال أكثر الدول العربية حيث تستقوي الطوائف على بعضها بتحالفات وامتدادات خارجية هذا يعني أن شيعة لبنان مدينون بحسب سردية حزب الله بالفضل لنظام الولي الفقيه وبقاؤه هو تمكين لهم وسقوطه إضعاف لهم والحال كذلك يصبح الدفاع عن الجمهورية الإسلامية ونظامها وتجسيد مشروعها هو علة وجود حزب الله raison détat ويدخل في هذا الإطار ردع إسرائيل و أو الولايات المتحدة عن مهاجمة إيران بهدف إطاحة نظامها أو تدمير برنامجها النووي الذي صار ينظر إليه خصوصا بعد التصعيد أخيرا مع إسرائيل باعتباره بوليصة تأمين للنظام الإيراني وأداة رئيسة في خدمة مشروعه الإقليمي وعليه لن يستخدم حزب الله قوته العسكرية بكليتها إلا في حال تعرض هو نفسه أو إيران لهجوم دخل حزب الله في عام 2006 في حرب مع إسرائيل نتيجة خطأ حسابات أقر بها زعيمه تجنب بعدها أي صدامات فعلية معها حتى وقعت طوفان الأقصى هنا يبرز السؤال الذي يجتهد كثيرون في محاولة الإجابة عليه إذا كانت علة وجود حزب الله الدفاع عن مكتسبات شيعة لبنان ونظام ولاية الفقيه ومشروعه لماذا قرر الحزب أن يتدخل في حرب غزة ولو بشكل مقيد أو محدود لا بأس من الإشارة أولا إلى أن حزب الله فوجئ شأنه شأن إيران بعملية طوفان الأقصى ولم يبد ارتياحا لها وسط مفاوضات واعدة بين إيران والولايات المتحدة مع ذلك قرر أن يساندها رغم أن حاضنته الاجتماعية لم تكن متحمسة لذلك الأكيد أن حسابات واقعية بالمطلق تحكمت هنا بقرارات حزب الله منها أن إسرائيل إذا تمكنت من تحقيق هدفها في القضاء على حكم حماس في غزة فهذا يعني إضعافا لـمحور المقاومة والأهم أن حزب الله سيكون الهدف التالي ما يمهد الطريق لضرب إيران نفسها وتقديرا منه أن إسرائيل ستهاجمه تاليا إذا فرغت من حماس قرر حزب الله فتح جبهة إسناد لغزة إنما من دون أن يخاطر بحرب شاملة تدمر قدراته العسكرية وهو أمر ما كانت لتسمح به إيران التي تحتفظ بقدرات الحزب الرئيسة لردع إسرائيل وأميركا عن مهاجمتها قد يكون الحزب فكر أيضا في تحقيق مكسب آخر مهم وهو استعادة صورته حركة مقاومة بعد تورطه في سورية whitewash فليس كفلسطين مخلصا من الآثام والخطايا طبعا في هذا مخاطرة كبيرة يقوم بها الحزب لكن المخاطرة أكبر لو قرر عدم فعل شيء خلاصة الكلام عندما قرر حزب الله مساندة غزة إنما كان في حقيقة الأمر يساند نفسه ويدافع عن مكتسباته في لبنان وعن نظام ايران ومشروعها في المنطقة وليس انتصارا لخطابه المقاوم من أجل فلسطين أو تلبية لتوقعات من هنا أو هناك كما يزعم بعضهم

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح