حزامة حبايب في حديث الألف الكتابة تمكنني من المشي
شيدت الكاتبة الفلسطينية حزامة حبايب مشروعاً روائياً بين عامي 2007 و 2016، كان كافياً عبر ثلاثة أعمال، ليعطي لها حضوراً مميزاً مكتمل الهوية في المشهد الروائي العربي، قبل أن تغادره لقرابة عشر سنوات. هذه الروايات ستظل العنوان العريض النهائي الذي يرضي الكاتب وقارئه، بما يجعل قصصها القصيرة كلها طوال عقد ونصف عقد منذ 1992، ومجموعتين شعريتين، وكتاب رسائل، ممرات جانبية تفضي إلى هذا الصوت الروائي.
مساء أول أمس الأربعاء، خلال ندوة حديث الألف التي تقيمها فضاءات ميديا شهرياً في الدوحة كانت السيرة الذاتية للكاتبة، ومقارباتها في فهم الفرد والجماعة تبدأ من الرواية وتنتهي بها، بوصفها الفضاء الأوسع الذي تختبر فيه مادتها الإنسانية. وعليه، كان إعلان حبايب أن صمتها الروائي الطويل سينتهي مطلع العام 2026 مع رواية رابعة بشرى تلقفناها خلال الندوة، مرفقة بوجهة نظر الكاتبة الحاسمة تجاه حق آخرين في السيولة الروائية، الأمر الذي لا تريد أن يمثلها.
لا بل كما تتحدث دائماً، وأعادت تأكيده في الندوة، لم تشعر البتّة بأن الزمن يسابقها، وبأن عليها اللحاق بقطار النشر قبل فوات الأوان. إن المكاسبات والتدافع السوقي (من السوق)، وثقافة الاقتناص ليس ما تفكر فيه الكاتبة، وليس ما يضغط عليها ويدفع خياراتها على حد ما تشير.
روح غير داجنة
ربما كانت الندوة الأكثر حيوية بين ضيفها وحضورها، لسبب يتعلق دائماً بجرأة الكاتبة ووضوحها في أن ما يمكن قولُه وكتابته مباشرة أو استعارة ينبغي أن يقال ويكتب كما هو، بروح غير داجنة. كان لافتاً أن النقاش لم يتوقف عند حدود الرواية بوصفها مادة فنية، بل امتد إلى معنى الكتابة نفسها لدى حبايب، وإلى ما تعتبره تمسكاً ضرورياً بالمشروع في زمن تتكدس فيه الإصدارات بسرعة تفوق قدرة كاتبها على حماية ذاته.
تداخل بين الرواية والشفاهة يكشف طبقة من شخصية الروائية
بدا أن هذا الموقف هو الذي جعل غيابها الطويل خياراً واعياً لا انقطاعاً طارئاً. ولعل المفارقة أن هذا الغياب نفسه هو الذي صنع فضول الحضور أول أمس، للتعرّف أكثر إلى كاتبة حكّاءة من سليلة
ارسال الخبر الى: