حرب غزة مصطلحات غائبة ومفاهيم مغلوطة
٣٢ مشاهدة
بقدر ما كانت المفاجأة صادمة، الجيش الذي ظن أنه لا يُقهر، أُخذ على حين غِرّةٍ وجنرالاته غارقون في سبات غطرسة القوة وزهو الكِبر المقيت. في ساعات فقد الجيش سيطرته على الخط الأمامي لما يسمى غلاف غزة، بنصف دائرة، ثلاثية الأبعاد، عمقها ٣٠ كلم٢، براً وبحراً وجواً.
سرعان ما ظهرت في الغرب الشائعات زاعمين أنهم قطعوا رؤوس الأطفال.. واغتصبوا النساء.. وقتلوا كبار السن، وقَضّوا مضاجع المستوطنين «المدنيين» الآمنين!.
كانت الحملة الدعائية قوية ومركزة مستهدفة جمهوراً ما زال يعاني من عقدة الذنب تجاه اليهود، متأثراً بإرث تاريخي عنصري مرير ضد العرب والمسلمين. شائعاتٌ مُضَلِّلَةٌ ترددت، وإن ظهر في ما بعد زيفها.
قد لا يُلام قادة إسرائيل، ومن يدعمها من مؤسسات صناعة القرار الحليفة لها في الخارج، فالصدمة كانت قوية ومفاجئة، صَعْبٌ تقبلها والاستهانة بأثرها العميق في صورة الجيش، والدولة الأكثر تقدماً (الديمقراطية الوحيدة) في المنطقة. أمرٌ يستحيل تصوره، قبل ساعات من تلك الأحداث. هذا ما جعل قادة إسرائيل والغرب يحددون أن هدف الاعتداء الوحشي على غزة الاستراتيجي هو: ترميم صورة الجيش، لاستعادة هيبة إسرائيل في المنطقة، التي لا يمكن ضمان وجود إسرائيل بدونها.
لذا، من البداية، نادت وسائل الإعلام الغربية بشيطنة الاعتداء، تمهيداً لاستخدام ذريعة الدفاع عن النفس، بما يكفل عدم تكراره، وذلك لن يتم إلا بنزع البعد الأخلاقي عنه، لتبرير أي إجراء تتخذه إسرائيل ضد الفلسطينيين، مهما بلغت وحشيته وتجاوزه لمعايير وقانون الحرب، ضد الفلسطينيين، كما وصفهم وزير الدفاع الإسرائيلي بأنهم وحوشٌ بشرية!
ليس هذا فحسب، بل دفع الإعلام الغربي بسردية الفعل «الإرهابي» هذه نحو الطلب من
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على