حرب غزة غير التقليدية
٧٠ مشاهدة
الحربُ ممكن أن تُشن من أجل تحقيق غاية نبيلة، ويمكن أن تكون مغامرة في المجهول، يدفعها غرور القوة.. ويغري الإقدام على خيارها، وهْمُ الانتصار. لكن، يظل في كل الأحوال، مثلبُ الحربِ القاتل (الخطأ في الحساب). الحربُ ليست معادلةٌ متغيراتها، في كل الأحوال مادية، يمكن حسابها كمياً. هناك متغيراتٌ لا يمكن قياسها كمياً، تكون سبباً في نشوب الحروب، وتحديد مصيرها. قد يكون قرار الحرب ليس من أجل تحقيق النصر، بل تفادي الهزيمة.. وقد يكون قرار الحرب «تكتيكياً» مرحلياً، وليس إستراتيجياً حاسماً. قد تكون الحرب، تمهيداً لخوضِ حرب أخرى، وليس لحسم الصراع، من الجولة الأولى.
لو طبقنا هذه المعايير على حرب غزة، نجد أن المقاومة الفلسطينية، لم تعتمد على معايير القوة المادية، في اتخاذها لقرار الحرب، بل كل حسابات المقاومة اعتمدت على تقديراتٍ لحسابِ القوة، بعيدة عن ما يُعتقد أنها متطلبات ضرورية لعقلانية اتخاذ قرار الحرب. المقاومة، تعرف مسبقاً، أنها بالمعايير المادية، التي يمكن قياسها كمياً، ليست نداً لإسرائيل. الأخطر: أن المقاومة، لو حدث أنها حسبت قوة إسرائيل الذاتية في مواصلة الحرب، وغاب عن حساباتها رد فعل حلفاء إسرائيل الدوليين، بل وغفلت عن حساب مواقف أطراف إقليمية متقلبة، فإن المقاومة تكون قد وقعت في خطأٍ إستراتيجيٍ خطير. المقاومة، بعد أن جهّزت قاعدتها الشعبية لخوض حربٍ كبيرة وطويلة، وضعت في حساباتها، ليس الانتصار في المواجهة، بل تفادي الهزيمة.
كل أوراق اللعبة تلك التي بيد المقاومة، شكّلت اقتراباً غير تقليديٍ للحرب، بعيداً عن منطق الحروب التقليدية، التي تعتمد في حساباتها، على متغيرات يمكن قياسها كمياً. المقاومة، بهذا الاقتراب لم تكن لا عقلانية، ولا غبية، ولا متهورة، كما لم يكن قرارها لدخول الحرب انتحارياً. المقاومة باتخاذها قرار عملية
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على