حرب اليمن كيف يؤثر خفض المساعدات على البلاد
لا تدري أمل كيف يمكن لأسرتها أن تعيش في حال انقطاع أو انخفاض حجم المساعدات الغذائية التي تحصل عليها من المنظمات الدولية. في مخيم للنازحين شمالي اليمن، تسكن أمل مع أبنائها التسعة.
مثل أغلبية اليمنيين الآن، يعتمد سكان المخيم الذي يؤوي آلاف الأسر على الإمدادات الإنسانية التي توفرها الجمعيات الأهلية المحلية والدولية.
بصوت يئن من أعباء أجبرتها الحياة على تحملها، أخبرتني أمل عبر الهاتف أن أي تقليص للمساعدات سيكون حكماً بالإعدام علينا.
وتتلقى أمل سلة غذاء شهرية من برنامج الأغذية العالمي تقول إنها لا تكفيها إلا لأسبوعين فقط. وحتى الحصول على هذه السلة لم يعد مضموناً بعد أن لجأت العديد من المنظمات الإنسانية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، للحد من أنشطة الإغاثة التي تمد أغلب اليمنيين بأسباب الحياة.
قرار تخفيض أنشطة توزيع المساعدات اتخذ بعد أن ألقى الحوثيون، المدعومون من إيران، القبض على 24 شخصاً من موظفي الأمم المتحدة بالإضافة لعدد آخر من العاملين بالمنظمات الإنسانية المحلية والدولية خلال الأشهر الماضية.
وفي يناير/ كانون الثاني، من هذا العام، قبض على مجموعة جديدة من موظفي هيئات الإغاثة الأممية، لم يعرف عددهم على وجه الدقة. وخلقت الاعتقالات حالة من الخوف قيدت حرية حركة المسؤولين عن توزيع المساعدات.
وتصنف الأمم المتحدة اليمن من بين أقل عشر دول في العالم نمواً، وفقاً لمؤشر التنمية البشرية، الذي يكشف عن مستوى رفاهية الشعوب. كما يحتاج أكثر من نصف سكان البلاد للإعانات، بحسب اليونيسيف.
اشترط كل من التقيناهم إخفاء هويتهم كي يتحدثوا إلينا، إذ يعيشون تحت سيطرة الحوثيين الذين يبسطون نفوذهم على المحافظات الشمالية وكذلك العاصمة صنعاء. ويخشى سكان تلك المناطق أن يتعرضوا للتنكيل أو الملاحقة الأمنية.
ولذلك، فقد استخدمنا أسماء مستعارة لكل الأشخاص في تلك القصة، كما نمتنع عن تحديد أماكن وقوع الأحداث على وجه الدقة.
تعول أمل أسرتها الكبيرة بمفردها، لأن زوجها مريض ولا يقوى على العمل. وتشعر أن الحياة قد كشرت عن أنيابها منذ أن بدأت رحلة نزوح شاقة وطويلة، قبل أكثر من 10 سنوات،
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على