حرب الأخرس مشرق ما بعد التاريخ

29 مشاهدة

في الماضي القريب، كانت الموسيقى البديلة (Indie) تسميةً جامعةً (Umbrella term) غالباً ما تُصنَّف تحتها أغانٍ مستقلّة في إنتاجها عن التيّار السائد، موجَّهة إلى ذائقةٍ شبابيةٍ أرفع، وأقربَ إلى أن تمثّل الجزء الناطق بالعربية من طبقةٍ وُسطى معولَمة، يُفترض أنّها مشغولةٌ بقضايا سياسيةٍ وثقافيةٍ واجتماعيةٍ محلِّيةٍ وكونيّة.

أما اليوم، فإن معالم تلاقُحها بالأغنية الجماهيرية، بلونها الشعبيّ على وجه الخصوص، ما انفكّت تتّضح باطّراد، منذ أن تذوّق صُنّاعها طَعمَ سوق الإنتاج الفنّيّ المدرار، فخرجوا إلى سطح الشهرة ونِسَب المشاهدة، بعد أن كانوا في الأعماق وتحت الأرض (Underground) زمان النسائم البِكر للربيع العربيّ، سنة 2011.

إلا أن نجم الإندي الأردنيّ الصاعد، المُلقَّب بـالأخرس (25 عاماً)، استطاع، من حيث لم يدرِ أو يُرِد على الأغلب، أن يجعل من أغنيته الأخيرة، حرب، مرآةً تعكس صورةَ الشرق بسماتها المستقبلية الأكثرَ قتامةً. ليس لأيّ غرضٍ نشاطويٍّ توعويّ، ولا بفضل رؤيةٍ استشرافيةٍ نافذةٍ أتته هو أو أحد ضمن طاقمه الإنتاجيّ، بل جاءت ناتجاً ثانويّاً (Byproduct) لما يُراد له، من منظورٍ تسويقيٍّ، أن يكون مُنتجاً فنّياً جماهيرياً متعوباً عليه، يحظى بانتباه أعرض جمهورٍ من المستمعين والمشاهدين.