يضغط الحراك الطلابي المساند لفلسطين في المغرب من أجل إسقاط التطبيع الأكاديمي وفض الشراكات والاتفاقيات الموقعة بين عدد من الجامعات المغربية ونظيرتها الإسرائيلية وفي حين يلقي العدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة بظلاله على الجامعات المغربية توالت في الآونة الأخيرة مبادرات يقودها طلاب وأساتذة تطالب بفض علاقات جامعاتهم مع جامعات الاحتلال كان آخرها توجيه ما يقارب 1300 طالبة وطالبا وخريجة وخريجا من جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية توصف بأنها من جامعات النخبة في المغرب رسالة إلى الإدارة تطالب بقطع العلاقات بين جامعتهم وشركائها الإسرائيليين وقال الطلاب في بيان لهم أمس إن المبادرة تنبع من حرصنا على أن تقف جامعتنا في الجانب الصحيح من التاريخ وتستند إلى أننا كطالبات وطلبة وخريجات وخريجين ممثلون للجامعة بالضرورة كما أن الجامعة تمثلنا بدورها بالضرورة ولهذا فإنه من غير الممكن أن نصمت أمام الوضع غير الطبيعي الذي نعيشه حرصا منا على موقف جامعتنا الأخلاقي والإنساني وتتعاون جامعة محمد السادس مع ثماني جامعات ومؤسسات تعليمية إسرائيلية من بينها جامعة بار إيلان وجامعة بنغوريون وجامعة تل أبيب والجامعة العبرية في القدس ومعهد تخنيون وهي مؤسسات متورطة في برامج عسكرية وتكوين قوات الاحتلال الإسرائيلي حراك طلابي في المغرب لوقف التطبيع الأكاديمي وبالرغم من رفض إدارة الجامعة مطلب إيقاف التطبيع الأكاديمي مع الجامعات والمعاهد الإسرائيلية إلا أن الطلاب أكدوا في بيان لهم عزمهم على الاستمرار في نضالهم وحثوا أساتذة وطلاب الجامعات المغربية الأخرى على الانضمام لهذا الحراك وخلفت مبادرة الطلاب صدى لدى حركة المقاطعة بي دي إس المغرب والحملة المغربية للمقاطعة الثقافية والأكاديمية لإسرائيل اللتين دانتا في بيان لهما أي تعاون يجمع العالم الأكاديمي المغربي ودولة الاحتلال وكل الاتفاقيات المشتركة وأشكالها من برامج التبادل الطلابية والأكاديمية وأي مشاركات في مسابقات ومحافل تطبيعية معتبرة الإصرار على الحفاظ عليها تطبيعا مع جيش الاحتلال وقتل العلم في فلسطين وبالتزامن مع مبادرة طلبة جامعة محمد السادس دعت الحركتان الطلاب المغاربة إلى حضور أيام العمل الطلابية التي ستنظم يوم غد الخميس وبعد غد الجمعة وذلك عن بعد عبر منصة زوم وتهدف أيام العمل الطلابية بحسب منظميها إلى إلهام الحراك الطلابي المناهض لكافة أشكال التطبيع الأكاديمي في المنطقة العربية بوضعه في سياقه التاريخي والمرحلي وخلق مساحة تقاسم للتجارب والتبادل الفاعل بين الأجسام الطلابية المنخرطة في الحراك الطلابي العالمي وكان المئات من الأساتذة والإداريين بجامعة عيد المالك السعدي بتطوان شمالي المغرب قد وجهوا في 31 مايو أيار الماضي عريضة مماثلة إلى مسؤولي الجامعة لمطالبتهم بالتراجع عن اتفاقية تجمعها مع جامعة إسرائيلية كما نظم الطلاب احتجاجات ترفع المطلب نفسه سواء في جامعة تطوان أو جامعات أخرى في مدن مختلفة ومنذ انطلاق عملية طوفان الأقصى بدا التأييد الطلابي لقطاع غزة واضحا في المغرب وظهر ذلك من خلال فعاليات في جامعات عدة تحت عناوين رئيسة داعمة للفلسطينيين ومساندة للمقاومة ورافضة للتطبيع ومع توالي المجازر التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة شهدت الجامعات في كل من الدار البيضاء ومراكش وأغادير وطنجة وتطوان ووجدة وفاس ومكناس والناظور وآسفي والجديدة وبني ملال والمحمدية والقنيطرة والرباط والرشيدية وغيرها حراكا طالبيا واسعا إذ احتشد آلاف الطلاب في وقفات ومسيرات تضامنية مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وتظاهر آخرون في خارج أسوار الجامعات رافعين الأعلام الفلسطينية وصور الضحايا وبحسب رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع غير حكومي أحمد ويحمان فإن نضال طالبات وطلبة وخريجات وخريجي جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية لمطالبة مؤسساتهم بإنهاء علاقاتها مع جامعات الاحتلال هي صرخة أخرى من جامعة النخبة تنضاف لانتفاض الطلاب وأساتذة الجامعة والأطر والموظفين العاملين بها وقال في تصريح لـالعربي الجديد اليوم الأربعاء تابعنا جميعا قبل أيام عريضة لما يزيد عن 600 أستاذ وكادر في جامعة عبد المالك السعدي بمدينة تطوان يحتجون على رئاسة الجامعة لتوقيع اتفاقية مع جامعة صهيونية ضدا على القانون وفي غياب مجلس الجامعة الذي عليه أن يصدق على مثل هذه الاتفاقيات وهو وضع يتكرر في البلديات حيث يتم تهريب التوأمات مع بلديات كيان الاحتلال وفي مختلف القطاعات الأمر كله يمكن تلخيصه في الحقيقة التالية التطبيع مفروض وساقط بالنسبة للشعب وتابع يبقى السؤال متى يستيقظ الجانب الرسمي ويعي كم هو مفصول عن شعبه فيقدم على إصدار بيان مسؤول يعلن فيه عودته لشعبه بإعلان إنهاء كل الاتفاقيات مع كيان القتل والإجرام وإهانة مقدسات المغاربة والعرب وحوالي مليارين من المسلمين وتعود مبادرات التطبيع التعليمي بين إسرائيل والمغرب إلى فبراير شباط 2021 إذ اتفق وزيرا التعليم المغربي والإسرائيلي على إطلاق برنامج لتبادل الوفود الطلابية بين البلدين وإجراء مسابقات تعليمية باللغتين العربية والعبرية في البلدين وهو ما لاقى في حينه معارضة شديدة من الجمعيات والمنظمات المغربية المناهضة للتطبيع كذلك وقع وزير التعليم العالي المغربي ونظيرته الإسرائيلية في مايو أيار 2022 اتفاقية التعاون الأولى بين جامعات ومراكز أبحاث الدولتين وكانت إسرائيل والمغرب قد أعلنا في 10 ديسمبر كانون الأول 2020 عن استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما بعد توقفها عام 2000 إثر اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية