بين حاكميتين قطب وخميني التطرف واحد

بادئ ذي بدء لا يخفى على أحد مقدار الجدل الفكري والديني الذي خلفه فكر الكاتب سيد قطب إبراهيم حسين الشاذلي الحسني، المولود في 1906م بمحافظة أسيوط، من أسرة متدينة، ميسورة الحال، قيل أن جده السادس قد قَدِم من الهند، واستقر بمصر، والشواذليه أسرة عريقة في مصر اليوم، تزيد عن نصف مليون نسمة، وتعتبر من أكبر الأسر المصرية.
قد لا يبدو هذا المطلع ذي شأن، فلا يُهمنا نسبه، ولا أصوله العرقية، ولا عائلته. ما يهمنا هنا ذلك الجدل الفكري الذي خلقه حيا وميتا، ولا يزال. وسنتطرق إليه هنا بكل موضوعية وحياد، مستندين إلى ما كتبه هو أولا بقلمه، ثم ما كتبه عنه رفاقه، ثم تلاميذه، ثم خصومه، حتى تتضح الصورة من كل جوانبها.
سنتوقف أولا عند قضية الحاكمية وهي قضية القضايا عند سيد قطب، وعليها مدار أغلب فكره وتفكيره، مع الإشارة هنا إلى أن هذه المسألة قديمة، وُجدت لأول مرة في أدبيات الخوارج في القرن الهجري الأول، وتحدث عنها ابن تيمية باستفاضة في الجزء الخامس من كتابه منهاج السنة النبوية، وعلى الرغم من بعض الحدّة المعروفة عن ابن تيمية في كثير من المسائل إلا أنه لم يربط مسألة الإمامة/ الخلافة بالعقائد والأصول قطعا، مثل سيد قطب، كما سنرى لاحقا. وإن شدد على أهميتها عقلا.
وقبل الحديث عن سيد قطب يستوجب الأمر هنا الوقوف أولا عند العلامة الهندي الكبير أبو الأعلى المودودي، وهو من نسل المتصوف الكبير سيد قطب الدين مودود الجشتي الذي ينتسب إلى الإمام علي بن أبي طالب حسبما تذكر بعض المعلومات عنه على شبكة الانترنت.
والمودودي من علماء الهند الكبار، وممن تأثروا بدعوة حسن البنا، ومن ثم أسس الجماعة الإسلامية في مدينة لاهور في باكستان، قبل أن تنفصل لاحقا عن الهند، وكان يجيد أكثر من لغة. وأهم من ذلك ــ وهو ما لم يشر إليه أحد من قبل حد علمي ــ تأثر الرجل بالثقافة الهندوسية تأثرا كثيرا، باعتباره ابن البيئة أساسًا، وهو تأثر موضوعي، وقد قرأتُ كل مؤلفاته تقريبا،
ارسال الخبر الى: