حافظ الشيرازي ما تخبئه القصائد من أسرار وطوالع

٥٨ مشاهدة
أمام ضريح حافظ الشيرازي أحد أشهر الشعراء في إيران تقترب من أحد العرافين ميترا القلقة على مصير ابنها المقبل على الزواج فيبدد العراف مخاوفها عبر قراءة الطالع في خبايا قصيدة عمرها ستة قرون ترددت ميترا 61 عاما لفترة طويلة في الإقدام على هذه الخطوة رغم أنها شأنها في ذلك شأن كثير من الإيرانيين كانت تؤمن منذ فترة طويلة بالقدرات الاستشرافية لشعر حافظ الشيرازي أحد أكثر الشعراء الفارسيين تقديرا في البلاد في كل مساء عند حلول الظلام يتجمع معجبون وفضوليون حول ضريح الشاعر حافظ الشيرازي ذي القبة المشيدة من حجر اليشب في إحدى حدائق مدينة شيراز في جنوب إيران حيث ولد حافظ وعاش في القرن الرابع عشر توضح ميترا قررت أخيرا طلب المشورة اليوم بسبب شكوك تراودني حول الأسس التي يبنى عليها زواج ابني ولهذه الغاية تحدثت ميترا إلى ما يعرف بالـفالكير وهو عراف من بين خمسة أو ستة عرضوا خدماتهم في الحديقة في ذلك المساء فتح الرجل عشوائيا ديوانا شعريا لقصائد حافظ الشيرازي وتلا بعضا من أبياته التي غالبا ما تمتزج فيها التعبيرات الصوفية والاستعارات مفسرا معناها لم يستمر الحديث حول فأل حافظ سوى بضع دقائق لكن ذلك كان كافيا لتشعر ميترا بالارتياح وتقول لقد استعدت الأمل أخيرا قصائد حافظ الشيرازي عن ظهر قلب يستطيع مصطفى إسكندري وهو عراف فالكير يبلغ 67 عاما قراءة أعمال حافظ عن ظهر قلب وقد دأب على تأديتها منذ ثلاثة عقود ويوضح أن قصائد حافظ غامضة وتحمل أوجه تفسير متعددة مضيفا إذا جاء ألف شخص بسؤال وفتحوا الكتاب معا سيحصل كل منهم على إجابة مختلفة ينتظر العرافون الآخرون في الحديقة واضعين ببغاء يغرد على أكتافهم ويقدمون للزوار مظاريف ملونة ومقابل أجر زهيد يختار طائر الحب بحسب ترجمته الفارسية بمنقاره ظرفا يحتوي على بطاقة مطبوعة بأبيات للشاعر يقول حميدة وهو مدرس كيمياء يبلغ 44 عاما أطلب المساعدة من حافظ بانتظام وأستشيره مضيفا لا أستطيع أن أشرح ذلك بعقلانية لكنها حاجة بالنسبة لي وبقي حافظ الشيرازي الذي تطرق بإسهاب في أشعاره إلى موضوعات الحب والحزن والخمر من الشخصيات المقدرة في إيران حتى بعد الثورة الإسلامية عام 1979 رغم تشديد القواعد الاجتماعية في البلاد مذاك بما يشمل خصوصا حظر الكحول ولكن قبل بضع سنوات انتقد أحد كبار رجال الدين فأل حافظ باعتباره تقليدا ليس له أساس في الشريعة الإسلامية وحث المؤمنين على عدم اتباع عرافة حافظ وتشكل قراءة قصائد حافظ الشيرازي أحد تقاليد الاحتفالات برأس السنة الفارسية الجديدة أو ما يعرف بعيد النوروز في بداية الربيع وأيضا خلال شب يلدا عيد الانقلاب الشتوي وتقول مريم يوسفي وهي ربة منزل تبلغ 46 عاما نبدأ العام دائما بقصائد حافظ لنرى ما تخبئه لنا أبعد من مجرد قراءة الطالع تعكس هذه التقاليد شغف الإيرانيين العميق بالشعر الفارسي الذي يحتل مكانة في المحادثات اليومية وكذلك في الخطب السياسية ويذهب بعض الإيرانيين إلى حد نسج أبيات عن الحب والروحانية على السجاد أو نقشها على المجوهرات أو كتابتها بخط زخرفي على اللوحات الإعلانية ومن بين الشعراء البارزين سعدي الشيرازي الذي لا يزال نثره الغنائي العائد للقرن الثالث عشر حيا في نظر معجبيه وأبو قاسم الفردوسي مؤلف ملحمة الشاهنامه كتاب الملوك الذي يبرز تراث إيران ما قبل الإسلام من خلال حكايات أسطورية يلخص فرشاد وهو طبيب يبلغ 41 عاما من تبريز شمال غرب خلال زيارته شيراز هذا الإرث الشعري الغني قائلا إنهم شخصياتنا الوطنية وأعمدة ثقافتنا في بداية القرن العشرين أصبح الشعر أداة قوية للاحتجاج على الوضع السياسي والاجتماعي في البلاد لكن أعمال المؤلفين المنشقين مثل أحمد شاملو وفروغ فرخزاد وسيمين بهبهاني كانت تخضع إلى رقابة شديدة حتى قبل الثورة الإسلامية ومع ذلك في شيراز كما في أماكن أخرى تستمر جلسات قراءة الشعر في جذب أعداد كبيرة من المتابعين بحسب الكاتب والشاعر أحمد أكبربور وحتى لو لم يعد الشعر يتمتع بالمكانة نفسها كما في الماضي فإن الزمن سيحدد ما إذا كان تراث شعراء اليوم سيستمر وفق أكبربور فرانس برس العربي الجديد

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح