حارات الحجاج في المدينة

68 مشاهدة
اكتسب أهل المدينة المنورة، خاصية استقبال ضيوف الرحمن وزوار المسجد النبوي وعُرف عنهم حبهم وترحيبهم وحفاوتهم، ويجد الحاج عندهم الراحة والطمأنينة والسكنية في وقت كان عدد الفنادق قليلاً لا يفي بحاجة آلاف الضيوف..
وهنا تدور أسئلة: كيف كانت الفنادق والدور السكنية تستوعب العدد الكبير؟.. وكيف تحولت منازل أهل المدينة لسكنٍ للحجاج؟ إلى أين يمضي السكان حين ينزل الحجاج في منازلهم؟ ما أبرز ملامح تلك الفترة حين تتحول الأحياء إلى حارات للحجاج؟
مع بداية ظهور مؤسسة الأدلاء، كانت خدمة الحجاج في المدينة المنورة تتم بشكل فردي من بعض الأسر المعروفة وغالباً كانوا من العلماء والوجهاء الذين يقومون بإرشاد الحجاج وتلبية حاجاتهم، وحدد النظام ضوابط ممارسة هذه المهنة وانتخاب هيئة لها من 10 أشخاص، ثم حدث التحول إلى مؤسسة أهلية (1405هـ)، وشكّل ذلك نقطة تحول مهمة، وصدر الأمر بإنشاء المؤسسة الأهلية للأدلاء بالمدينة المنورة، وأحال الأمر الخدمة من الطابع الفردي إلى العمل المؤسسي الجماعي؛ وذلك للارتقاء بمستوى الخدمات، ثم حدث التحول إلى شركة في 1440هـ، واستكملت إجراءات التأسيس لشركة الأدلاء (شركة مساهمة مغلقة)، إنفاذاً للمرسوم الملكي..
العيد في البساتين
يواصل حسين عويضة ويضيف: كان القائمون على المتاجر والبسطات من أبناء البلد، وهم أصحابها، يُديرون العمل بأنفسهم، لا يغيب عنّي ذكر المردُود الثقافي والفكري الذي كان يعود على أهل المدينة المنورة، من خلال احتكاكهم بالحجاج بمختلف أطيافهم؛ ما نتج عنه تلاقح فكري وثقافي جعل أبناء المدينة المنورة، أكثر انفتاحاً بالتقائهم الحجاج وتعايشهم معهم في سكن، وازدادوا بها ثقافةً وفكراً وقبولاً للآخرين، ومن الأشياء الجميلة التي كان عليها أهل المدينة المنورة.. بعد مغادرة ضيوف الرحمن للمشاعر المقدسة لأداء مناسك الحج إذ كانت هناك طقوس جميلة في يوم الوقوف في عرفة تشبه أيام رمضان، وينتشر بيع المأكولات والمشروبات الرمضانية ويتدفّق الأهالي بعد صلاة العصر رجالاً ونساء وأطفالاً قاصدين المسجد النبوي للإفطار وأداء صلاة المغرب في رحابه، ويُسمّى عندهم يوم الوقفة وليلة العيد الكبير، إذ يجتمعون معاً لقضاء أيام عيد الأضحى بقلوب صافية ونفوس راضية أقارب

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع عكاظ لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح